إبان إعدادي وتقديمي لبرنامج «مَنْ المسؤول؟» التلفزيوني، ففي إحدى حلقات البرنامج ناقشنا قضية المشاكل الزوجية، وبعد انتهاء الحلقة اتصل بي أحد الإخوة وقال تطرقتم لجزء من مشكلتي مع زوجتي أثناء الحديث ولم تعطوا الحل، فسألته عن مشكلته فقال إن زوجتي ترفض زيارة عائلتي لمنزلي وتحصل المشاكل معها عند كل زيارة لأهلي، فسألته هل أهلها يزوروكم بالمنزل؟ فقال بالأسبوع ثلاث مرات، فقلت طبق معها القاعدة الذهبية للحياة الزوجية، فقال وما هذه القاعدة؟ فقلت ضع نفسك مكانها، فقال كيف؟ فطلبت منه أن يجلس معها ويفهمها انه قرر تنفيذ ما طلبت منه لكي يحافظ على بيته، ومنعاً للمشاكل فقد قرر أن يمنع زيارات أهله وأهلها وجلس معها وأفهمها القرار الجديد، وبعد ان ثارت وغضبت وأصر على ما قال وافقت على مضض، وفي اليوم الاول المعتاد لزيارة أهلها تهرّبت من الرد على التليفون حتى لا تحرج من أهلها، واليوم الثاني المعتاد للزيارة اعتذرت من أهلها بحجة أنها غير موجودة بالمنزل، ولكن اليوم الثالث لم تجد ما تعتذر به، وعندما حضر زوجها أظهرت اهتماماً ملحوظاً، وبعد وجبة الغداء احضرت الشاي وبلطف طلبت من زوجها الجلوس وأن يشاركها شرب الشاي وأنها ستتحدث معه بموضوع مهم، وبعد الجلوس ابتسمت وقالت له ما أصبرك عليّ يابا فلان؟ فقال لماذا؟ أنتِ لم تخطئي؟ فقالت بل أنا مخطئة وأحرجتك كثيراً ولم أفكر بك؟ وكيف تواجه المشكلة؟ وماذا ستقول لوالدتك بخصوص ما طلبت منك، فأنا طلبت منك ألا يحضر أهلك إلى منزلي ولم أفكر بماذا ستعتذر منهم، فأنا منذ خمسة أيام وأنا أحاول أن أجد عذراً أتصرف به مع اهلي ولم أجد، وعرفت أنني لم أكترث بك، ولكن الآن لا مانع من أن يحضر أهلك يوماً وأهلي يومين، فأحس صاحبنا بنشوة النصر واستغل الفرصة وساومها على يومين لأهله ويوم لأهلها ووافقت مضطرة. أوردت هذه القصة لكي تكون مدخلاً لقاعدة أردت الحديث عنها لكي نحاول تطبيقها في حياتنا اليومية، خصوصاً أن الكثير من الشباب والشابات يعيشون أحلاماً وردية عندما يفكرون في بناء أسرة المستقبل ولكنهم يصدمون بحقائق غير ما كانوا يفكرون فيه، وأن الحياة ليست كما تصوروا، ولا يستطيع تحقيق تلك الأحلام من يفكر بواقعية، ولكي يعيش الإنسان حياته بواقعية ومن دون مشاكل فلا بد من تطبيق «القاعدة الذهبية»، وقد نزيد على تسميتها ونقول «القاعدة الذهبية» للحياة لتحقيق حياة هنيئة. «القاعدة الذهبية» التي ذكرتها وطبقها هذا الزوج مع زوجته مهمة في حياتنا، وأن نطبقها مع الجميع وما أوردته من قصة وكان سبباً في حدوث المشكلة هو أن الزوجة فكرت بما ترغبه هي من طرف واحد ولم تفكر بوضع الزوج إلا بعد أن وضعها بالموقف نفسه، ولأن التفكير في معظم الأحيان يكون من جانب واحد فقد تحدث الخلافات بين الأصدقاء والأقارب والأزواج في معظم الأحيان لأسباب تافهة من المفترض ألا تحدث، وذلك ناتج عن تسرع وسوء تقدير من أحد الطرفين، فلو أن كل انسان طبق تلك القاعدة فلن نجد الكثير من المشاكل وسنجد انخفاضاً ملحوظاً قي حالات الطلاق التي ذكرت التقارير أنها بازدياد. وتطبيق هذه القاعدة أمر سهل لا يحتاج من أحدنا سوى التأني في كل تصرف، فعندما ترغب في معاتبة أحد أو لومه او فرض شيء معين عليه، فعليك ان تفترض مقدماً ذلك على نفسك، فإن وجدت ان ما ترغبه معقولاً فلا بأس، وإن وجدت أنه سيجرح الطرف الآخر فعليك العدول والبحث عن طريقة أخرى، إذاً فلنطبق قاعدة «ضعه مكانك» في شؤون حياتنا، فهي القاعدة الذهبية لكي نعيش الحياة العصرية، ولهذا السبب نكون المسؤولين عمّا يحدث من منغصات في حياتنا. [email protected]