تمسّكت السلطات السعودية بشروط منحها تأشيرات العمرة وسط مطالبات من وكلاء العمرة في الخارج بتجاوز تلك الشروط، إذ نصت الشروط على عدم السماح بمنح التأشيرة لمن هم أقل من 17 عاماً من دون وجود أحد أقاربهم بالدرجتين الأولى أو الثانية، إضافة إلى عدم منحها للنساء اللاتي تقل أعمارهن عن 45 عاماً من دون وجود محرم شرعي. وأوضح مصدر مسؤول في وزارة الحج ل «الحياة» أن السلطات السعودية لا تمنع النساء اللاتي تزيد أعمارهن على 45 عاماً وليس لديهن محرم شرعي ويرغبن في أداء العمرة، شريطة قدومهن للعمرة بصحبة نسائية آمنة، مؤكداً أهمية كتابة إقرار من صاحب المؤسسة أن تلك المرأة جاءت للعمرة ضمن صحبة آمنة، وتحمله للمسؤولية الكاملة عن سلامتها وعودتها إلى بلادها ضمن أعضاء الرحلة. وأفاد المصدر بأن صلاحية تأشيرات العمرة لم تختلف عن العام الماضي خلال رمضان، إذ لا تزيد مدتها على 15 يوماً للدول الإسلامية كافة، لافتاً إلى أن الوزارة اشترطت على شركات العمرة تقديم برنامج تفصيلي عن سير رحلة المعتمرين في الأراضي المقدسة، تتضمن السكن والتنقلات وتذاكر السفر، إضافة إلى تأكيد حجوزات العودة. وشدد المصدر على ضرورة حمل المعتمرين شهادة صحية تثبت خلوهم من الأمراض الوبائية والمعدية، حرصاً من الحكومة السعودية على سلامة المعتمرين، وخلو أجواء العمرة من الأمراض المعدية والفايروسات الوبائية، مطمئناً أن فايروس «كورونا» لا يشكل خطراً على سلامة المعتمرين، بحسب تأكيدات وزارة الصحة السعودية. وفي ما يختص بزيادة أعداد تأشيرات العمرة، قال: «إن الحصول على تأشيرات أكثر لشركات العمرة متوقف على مدى التزام الشركات المنظمة بعدم تجاوز مدة برامج العمرة التي لا تتعدى 15 يوماً، ومن الأفضل أن تقل مدة البرنامج عن ذلك». وأشار إلى أن تنظيم عملية الدخول والخروج من وإلى السعودية سيساعد على تنفيذ أكبر نسبة من التأشيرات، إذ إن خروج أي عدد من المعتمرين يقابله دخول عدد مماثل لأداء العمرة، «ما يعني استمرار النظام ومنح التأشيرات». من جهتهم، طالب عدد من وكلاء العمرة في الخارج بتجاوز بعض الشروط في منح تأشيرات العمرة، وتمديد صلاحية التأشيرة لأكثر من 15 يوماً، إذ قال مدير السياحة الدينية بإحدى شركات السياحة العربية في مصر مصطفى شعبان ل«الحياة»، إن تقليص أعداد المعتمرين أضرّ بشركات السياحة والعمرة في مصر، فأعداد المعتمرين المصريين تعتبر من أكبر الأعداد القادمة إلى السعودية، متطلعاً إلى تجاوز بعض الاشتراطات التي حالت دون قدوم البعض لأداء العمرة. وبيّن شعبان أن عدد المعتمرين المصريين من بداية الموسم حتى نهاية شباط (فبراير) الماضي، بلغ حوالى 500 ألف معتمر بزيادة 30 في المئة عن العام الماضي، وذلك بحسب إحصاءات الجهات الرسمية في مصر، مرجعاً تلك الزيادة إلى امتداد إجازة نصف العام لأكثر من شهر، ما أتاح الفرصة لشريحة كبيرة من المصريين الراغبين في أداء العمرة في السفر إلى السعودية. ليبيا: غرفة طوارئ لإدارة الأزمة بعد إغلاق السفارة السعودية أعلنت وزارة السياحة في الحكومة الليبية عن غرفة طوارئ لإدارة ملف تأشيرات العمرة، بعد انسحاب وإغلاق السفارة السعودية في طرابلس، بسبب ما وصفته ب «التدهور الأمني الذي تمر به ليبيا». وبينت الوزارة في بيان صحافي، أن فريق الأزمة يتألف من مندوبين عن وزارتي السياحة والخارجية ومندوب عن مصلحة الجوازات. وأوضحت أن وزير السياحة الليبي إكرام عبدالسلام أعلن خلال اجتماعه مع ممثلي 42 شركة خدمات سياحية متخصصة في تنظيم رحلات العمرة، أن غرفة الطوارئ ستعمل على تجميع جوازات سفر المعتمرين، عبر مندوبي أربع شركات، ليتم إرسالها إلى السفارة السعودية في تونس، تحت إشراف فريق مكلف من الغرفة. وأضافت: «لفت الوزير إلى أن وزارته تواجه مشكلات في التواصل مع الخارجية السعودية والتونسية، وبخاصة مع سيطرة ميليشيا على مقر وزارة الخارجية الليبية». وكانت السفارة السعودية في مصر أعلنت عدم صحة ما تردد من منح السلطات السعودية حصة التأشيرات الليبية إلى مصر، مؤكدة أن تأشيرات العمرة المخصصة لكل دولة عربية ثابتة ولم تتغير.