قلل عاملون في قطاع السياحة بالسعودية من أثر التطورات الحاصلة في علاقات السعودية ومصر على السياحة في الأخيرة، بعد إغلاق السفارة السعودية في القاهرة وقنصليتيها في الإسكندرية والسويس، خصوصاً من ناحية السياح السعوديين، عازين «ضآلة التأثير» إلى الانخفاض الحاصل في أعدادهم منذ أحداث 25 كانون الثاني (يناير) 2011، في فترة تعد الأسوأ سياحياً في العقود الأخيرة. لكن عدداً منهم توقع تأثير ذلك في حركة السياحة الدينية في السعودية، في ظل إغلاق السفارة والقنصليات السعودية، وإيقاف التأشيرات بأشكالها حتى إشعار آخر، ومن ضمنها تأشيرات العمرة، علماً بأن عدد المصريين الذين دخلوا لأداء العمرة في 2011 يتجاوز 750 ألف معتمر. ورجح هؤلاء أن الوضع سيزداد سوءاً في حال استمر وقف إصدار تأشيرات العمرة والزيارة بعد الأزمة الأخيرة، وسيؤدي إلى أزمة بين الشركات السعودية ووكلائها في مصر، وهو ما أكده رئيس مجموعة الطيّار للسياحة والسفر الدكتور ناصر الطيّار بقوله: «إن التأثير الأكبر للتطورات الأخيرة بين الجانبين السعودي والمصري سيكون في سوق العمرة». وأضاف: «منذ الثورة لا يوجد سعوديون يذهبون إلى مصر بغرض السياحة إلا ما ندر، معظم السعوديين المغادرين إلى القاهرة يذهبون مضطرين لغرض إنهاء أعمال رسمية أو تفقد عقاراتهم هناك، وبالتالي فإن الخطوة الأخيرة تأثيرها الأكبر سيكون في الشركات السياحية التي تجلب معتمرين مصريين إلى المملكة». من جهته، أكد عضو لجنة العمرة في غرفة جدة برجوس الروقي أن استدعاء السفير السعودي وإغلاق ممثليات المملكة في مصر أديا إلى توقف إصدار التأشيرات، وهو أمر أثر تأثيراً كبيراً في سوق العمرة في البلدين. وأضاف: «تعد الفترة الحالية فترة لإتمام تجهيزات المعتمرين لموسم عمرة شهري رجب وشعبان، وحيث إن المعتمرين المصريين يشكلون الشريحة الأكبر من إجمالي القادمين إلى السعودية بغرض أداء العمرة، فإنه بلا شك ستتأثر عقودنا مع وكلائنا في مصر بهذه المستجدات». وتطلّع الروقي إلى أن تعود المياه إلى مجاريها وتتم تسوية هذه التطورات العارضة من أجل تلبية رغبة المعتمرين الذين ينتظرون الفرصة بفارغ الصبر، مستدركاً: «من أصدروا تأشيراتهم سيغادرون، ولكن الحسرة يعيشها من أعدوا العدة لعمرة رجب وكانوا فقط في انتظار التأشيرة، وهو أمر سيتسبب في تأزم علاقتهم بالشركات التي تعاملوا معها». على الصعيد ذاته، قال عبدالله الشاطري (مدير وكالة سياحة) إن عدد السيّاح السعوديين انخفض منذ اندلاع الثورة في مصر عما كان عليه في الأعوام الماضية، لأسباب أمنية». وأضاف: «أتت الأزمة السياسية الأخيرة لتكمل ما بدأته الثورة، فلم يعد للسعوديين أي مبرر للذهاب إلى هناك، إذ تعرضت سفارتهم وممثلوهم هناك إلى مضايقات»، متوقعاً أن انتخاب الرئيس وعودة الاستقرار سيعيدان المياه إلى مجاريها سياحياً. يذكر أن المعتمرين المصريين يمثلون نسبة كبيرة من إجمالي عدد المعتمرين القادمين من الخارج، إذ بلغ عددهم في عام 2011 أكثر من 750 ألف معتمر، بزيادة بلغت 50 في المئة عن العام الذي سبقه.