طرابلس - أ ف ب - يطالب ليبيون في تاورغاء، شرق طرابلس، الأسرة الدولية بمساعدتهم للعودة إلى بيوتهم متهمين المتمردين السابقين الذين أسقطوا معمر القذافي بدعم من حلف شمال الأطلسي، بمنعهم بحجة انهم دعموا نظامه. وفي مخيم للاجئين في طرابلس، يتهم سكان تاورغاء ومعظمهم من الليبيين السود، المتمردين السابقين الذين قدموا من مدينة مصراتة المجاورة بالسعي إلى الاستيلاء على ممتلكاتهم. وقد التقوا أخيراً ممثلين عن الأممالمتحدة ومنظمات للدفاع عن حقوق الإنسان في مخيمهم الذي يعيش فيه حوالى ألفي شخص منذ أشهر. وقال طبيب من تاورغاء يدعى جبال محمد إن «الذين طردونا من بيوتنا سلّحهم الحلف الأطلسي ليقاتلوا القذافي». وأضاف: «أصبحت من مسؤولية الأسرة الدولية مساعدتنا على العودة إلى بيوتنا». والبلدة البالغ عدد سكانها 40 ألف نسمة تقع بين مدينة مصراتة الساحلية التي شارك مقاتلوها بفاعلية في «تحرير» طرابلس وأسروا معمر القذافي - قبل قتله في 20 تشرين الأول (أكتوبر) - خلال معركة سرت، مسقط رأس الزعيم الليبي السابق. ويتهم مقاتلو مصراتة سكان تاورغاء بأنهم لعبوا دوراً أساسياً في حصار المرفأ الذي ضربته القوات الموالية للقذافي وباغتصاب عدد كبير من النساء خلال أسابيع القتال التي كانت من أعنف الأيام خلال الانتفاضة الليبية. وقال محمد أحد منظمي اللقاء الذي عقد مع الممثلين الدوليين إن «ما جرى بين مصراتة وتاورغاء كان نتيجة استراتيجية القذافي التي تقضي بزرع الكراهية بين الليبيين ودفعت الناس إلى التقاتل». وكانت مصراتة قاومت طوال أسابيع قصف دبابات القذافي ومدفعيته. وبعد طردهم من المدينة في نهاية نيسان (أبريل) واصلت القوات الموالية للقذافي قصف مصراتة من قاعدتها في تاورغاء التي تبعد 30 كلم جنوباً. وأوضح محمد: «نعترف بان بعض سكان تاورغاء شاركوا في الهجوم على مصراتة لكنهم (مقاتلو القذافي) قالوا لنا إن بعض الأجانب الذين قدموا من مصر والمغرب واليمن وأفغانستان موجودون في مصراتة». وأضاف إن «الناس في تاورغاء صدقوهم وحملوا السلاح لمحاربة هؤلاء الدخلاء». وبعد فشل حصار مصراتة وخوفاً من غضب سكانها، فر أهل تاورغاء من بلدتهم. والخلاف بين المجموعتين مثال واضح على التحديات التي تنتظر القادة الليبيين الجدد على طريق المصالحة الوطنية.