دمشق، نيقوسيا - «الحياة»، أ ف ب، أ ب - عاش سكان حمص يوماً عصيباً أمس مع شن قوات تابعة للجيش هجمات عنيفة بالمدفعية الثقيلة والرشاشات. وتحدث شهود وناشطون عن سماع اصوات المدفعية منذ الساعات الاولى من فجر امس. وأعلنت لجان التنسيق المحلية عبر صفحتها على موقع «فايسبوك» سقوط ثمانية قتلى، بينهم ثلاثة أطفال، مشيرة الى ان القتلى سقطوا في حمص، إضافة إلى ثلاثة في دير الزور، وقتيل في بلدة نوى بدرعا. من ناحيتها، قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن الأجهزة الأمنية شيعت جثث 14 قتيلاً من عناصر الجيش والأمن، مضيفة أنهم قتلوا بعدما «استهدفتهم المجموعات الإرهابية المسلحة أثناء تأديتهم لواجبهم الوطني في دمشق وريفها ودرعا». وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن مناطق عديدة من حمص وريفها تعرضت لإطلاق نار كثيف برشاشات وأسلحة ثقيلة من قوات الجيش والأمن، وأشارت إلى أن الهجوم استهدف أحياء بابا عمرو والخالدية والبياضة والقصور والوعر وتلبيسة والرستن. وأوضحت أن حيي كرم الزيتون والنازحين تعرضا لقصف عنيف أسفر عن مقتل وإصابة نحو 36، موضحة ان بعض الاصابات في حالة خطيرة، وأكدت أن سيارات الإسعاف تعذر عليها الدخول إلى المنطقة التي تم احراق عشرة منازل فيها. وبث ناشطون صوراً لتظاهرة مسائية انطلقت في حي الوعر بمدينة حمص حيث جدد المتظاهرون مطالبتهم برحيل النظام، كما عبروا في هتافاتهم عن تضامنهم مع حي باباعمرو المحاصر منذ ثلاثة أيام. من ناحيته، دعا «المجلس الوطني السوري» أكبر حركات المعارضة السورية، الجامعة العربية امس للتوجه إلى حمص حيث «يحاصر» آلاف الجنود حي بابا عمرو حيث يوجد عشرات المنشقين. وقال المجلس في بيان إن «حي بابا عمرو شهد منذ الصباح حصاراً شديداً وتهديداً خطيراً باقتحام احياء من المدينة بقوة عسكرية تقدر بأربعة آلاف شخص». كما اشار الى «قصف شديد طاول حمص طوال الأيام التي مضت». وحذر المجلس من «تهديد حقيقي بارتكاب مجازر وجرائم بحق الانسانية في حمص التي يستغيث اهلها وينذرون بالخطر المحدق بهم ان لم تتحرك الجامعة العربية وترسل مراقبيها الى هناك فوراً». ودعا المجلس الوطني المراقبين العرب الى «التوجه بشكل عاجل وفوري الى حمص والدخول الى الاحياء المحاصرة فورا والقيام بالواجب الذي حضروا من اجله». وكان المرصد السوري لحقوق الانسان دعا أول من امس فريق مراقبي الجامعة العربية الى التوجه «فوراً» الى حمص بعد العثور على جثث اربعة مدنيين «تحمل آثار تعذيب». ووصلت بعثة تابعة للجامعة العربية الخميس الى دمشق للإعداد لمهمة مراقبيها. وقال رئيس هذا الوفد سمير سيف اليزل انهم «اكثر من خمسين خبيراً عربياً من مختلف المجالات لاسيما السياسي وحقوق الانسان والعسكري». وعقدت البعثة السبت اجتماعاً مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم وصفه جهاد المقدسي الناطق باسم وزارة الخارجية «بالإيجابي». وطلب المجلس الوطني السوري من المراقبين «التوجه الى كل المناطق الساخنة في سورية او الانسحاب وإنهاء المهمة ان لم يكن ذلك ممكناً لهم». وحمل الجامعة العربية والمجتمع الدولي «مسؤولية الدماء التي تنزف في سورية والمجازر التي يرتكبها النظام». اما في دير الزور (شرق)، فتحدث المرصد السوري عن إصابة اربعة مدنيين واعتقال 27 آخرين على الاقل في عمليات دهم طاولت قرية الجرذي. وفي ريف دمشق، اصيب خمسة مدنيين برصاص قوات الامن في حي السيدة زينب «فيما كانوا عائدين من تشييع مدني استشهد السبت». اما في حلب، فقالت الهيئة العامة إن قوات الأمن شنت حملة اعتقالات واسعة في منطقة الباب بالمدينة. وكانت حصيلة أول من أمس من قتلى الاحتجاجات وصلت إلى 45 قتيلاً، وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن 19 قتيلاً سقطوا في حمص بينهم ثلاثة أطفال. وافادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) امس، ان «مجموعة ارهابية مسلحة اغتالت مجموعة العقيد الطبيب هيثم يوسف اليونس العامل في مشفى حرستا في عيادته في ضاحية حرستا في ريف دمشق مساء اول أمس، في اطار استهدافها الكوادر والعقول والخبرات الطبية». وزادت: «احد عناصر المجموعة الارهابية المسلحة أقدم على اغتيال الطبيب اليونس في عيادته، وان العقيد الطبيب اليونس اختصاصي جراحة أذنية من مواليد حماة الربيعة وله بنتان وابنان». واشارت الوكالة الى انه «في اطار ملاحقتها للمجموعات الارهابية المسلحة التي تروع المواطنين وتعتدي على الاملاك العامة والخاصة ألقت الجهات المختصة القبض على عدد من المسلحين والمطلوبين في حرستا. وتمت مصادرة كميات من الاسلحة تتضمن بنادق آلية ومسدسات وذخائر كما تم ضبط عجينة تي ان تي وقنابل يدوية وعبوات ناسفة مع المطلوبين والمسلحين». الى ذلك، افادت «سانا» ان «الجهات المختصة اشتبكت مع مجموعة ارهابية مسلحة في منطقة تل دو في ريف حمص وسط البلاد، وتمكنت من قتل إرهابيين اثنين واصابة 6 آخرين بجروح دون وقوع أي إصابات في صفوفها. وصادرت الجهات المختصة أيضاً كمية من الأسلحة المختلفة». واشارت الى ان «مجموعة إرهابية مسلحة اقدمت على إطلاق النار على سيارة تابعة لمنظومة الإسعاف في المشفى الوطني بحمص بالقرب من المشفى ما أدى إلى استشهاد السائق وإصابة المسعف بجروح».