اتخذت محافظة نينوى إجراءات أمنية مشددة، بعد تلقيها معلومات عن شن هجمات على غرار هجمات بغداد، فيما حذر محافظها من سعي جماعات مرتبطة بأجندات سياسية إلى إحداث الفوضى بالتزامن مع المخاوف القائمة من انهيار العملية السياسية. وقال محافظ نينوى اثيل النجيفي في تصريح إلى «الحياة»: «وردتنا معلومات عن مخطط جماعات مسلحة لشن هجمات مشابهة لما تعرضت له بغداد، بالتزامن مع طلب بإقامة احتفال في مناسبة الانسحاب الأميركي»، واضاف أن «المعلومات افادت بأن هناك من يريد أن يندس في الاحتفالية لتحويلها إلى شغب، وقد اتخذت إجراءات لمنع دخول السيارات من خارج الموصل، فضلاً عن فرض حظر على سير السيارات خلال الساعات الاولى من هذا الصباح على أن يرفع في الثانية بعد الظهر، وكل هذه الإجراءات كانت احتياطية». وتعرضت بغداد الخميس لسلسلة هجمات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة استمرت حتى وقت متأخر من الليل أوقعت أكثر من 250 بين قتيل وجريح. وعن طبيعة هواجس المحافظة الأمنية، قال النجيفي إن «بعض الجماعات مرتبطة ببعض الأجندات السياسية لإحداث فوضى، كما حدث في محافظة ديالى، والتي أشارت إلى أن هناك جماعات وميليشيات مرتبطة بأحزاب سياسية لديها استعداد في بعض الأحيان لخلق الفوضى، لكن وجود هذه الجماعات في نينوى قليل ولا تستطيع التأثير في الشارع، إلا أنها قد تسبب بعض الخلل الأمني في مناطق صغيرة»، وأضاف أن «هناك مخاوف جدية من انهيار العملية السياسية، لكن الوضع في نينوى متماسك جداً. جميع القوى السياسية التي كان لها توجه معارض أدركت أن الوضع يحتاج إلى التكاتف، وخلال اليومين الأخيرين التقيت معظم الذين كانوا يصطفون في صفوف معارِضة للحكومة المحلية، وأبدوا استعدادهم للوقوف معها تحسباً لأي موقف طارئ قد يحدث في العراق»، مشيراً إلى أن قائمة «نينوى المتآخية» المدعومة من الأكراد «وضعها يختلف ونتعامل معها من خلال قيادة الإقليم، ورغم عدم وجود محادثات مباشرة معها، لكن علاقتنا مع قيادة الإقليم متطورة ونستطيع أن نتباحث مع القائمة من خلال هذه القيادة». وتقاطع كتلة «نينوى المتآخية» التي تمثل الأكراد والتي فازت ب12 مقعدا في مجلس المحافظة، جلسات المجلس بسبب ما وصفته باستيلاء قائمة الحدباء (19 مقعداً) على جميع المناصب السيادية في المحافظة، فيما يتنازع الجانبان على مناطق جغرافية يدعي كل طرف تبعيتها. وعن مخاوف بعض القادة من لجوء بعض القوى في نينوى إلى استخدام «القائمة العراقية» ملف المناطق المتنازع عليها في صفقة في قضية نائب الرئيس طارق الهاشمي، قال النجيفي: «نثق بأن القيادات الكردية أكثر وعياً من أن تستغل فرصة صغيرة كما هي الآن للمساومة. نعتقد بأن وضع العراق بشكل عام خطير، والإخوة في قيادة الإقليم واعون ومدركون أن الخطر إذا وقع سيقع على الجميع، ونحن واثقون من أنه إذا حدث أي تفاهم أو تفاوض بين العراقية والتحالف الكردستاني سيصب في مصلحة تهدئة الوضع العام، ولن يكون سبباً في استغلال أي جهة لهذا الوضع في حسم ملفات قد تؤدي إلى مزيد من المشاكل». وكشف النجيفي أن اللقاءات التي أجراها وفد من المحافظة في بغداد وتتعلق بالعقود النفطية التي وقعها إقليم كردستان «جاءت بهدف وضع الحكومة المركزية أمام وضعها الطبيعي وهل ستكون قادرة على إيجاد حل، وإذا لم تكن قادرة على ذلك فلدينا خيارات أخرى للتفاهم مع الجهات القادرة على حل هذا الاشكال أو إجراء مفاوضات مع الأطراف المعنية، وقد قدمنا هذه الصورة من خلال مجلس المحافظة ونحن نريد الحلول وليس الوعود». وكانت نينوى أبدت اعتراضها على عقد وقعته الحكومة الكردية مع «اكسون موبيل»، وهي إحدى الشركات الأميركية الكبرى للتنقيب عن النفط في ست قطاعات، مشيرة إلى أن بعض هذه القطاعات يقع ضمن الحدود الإدارية للمحافظة.