قال رئيس مجلس محافظة نينوى جبر العبد ربه إن «العبء الأكبر والمسؤولية الأساسية في إيجاد حلول للخروج من الوضع السياسي الراهن في المحافظة يقعان على عاتق الحكومة العراقية»، مشيراً الى أن هناك قوات من خارج الحكومة تسيطر في شكل شبه مطلق على عدد من مناطق المحافظة. وأوضح العبد ربه في تصريح الى «الحياة» أن «هناك قنوات اتصال مع الأحزاب الكردية وقائمة نينوى المتآخية (الكردية)، لكننا لم نجتمع بهم في شكل مباشر حتى الآن، المشكلة ليست بذاك الحجم الذي لا يمكن من خلاله إيجاد مخرج من الوضع الراهن. نأمل في التوصل الى اتفاق لحلحلة الأمور». وأضاف أن «مجلس المحافظة وزع المناصب، ولا أعتقد أن في ذلك مشكلة. العبء الأكبر في الخروج من الوضع الحالي وإيجاد بدائل له يقع على عاتق الحكومة المركزية التي يجب أن تتصرف إزاء جملة من القضايا. هناك قوات من خارج الحكومة تسيطر في شكل شبه مطلق على عدد من مناطق محافظة نينوى، والحكومة هي المسؤولة عن حل مثل هذه الأمور. لا نريد التدخل في ذلك كي لا نكون طرفاً في المشكلة». وتشهد الموصل وضعاً سياسياً متأزماً منذ انتخابات مجلس المحافظة التي جرت في 30 كانون الثاني (يناير) الماضي، عندما أفرزت النتائج فوز قائمة «الحدباء الوطنية» العربية السنية برئاسة المحافظ الحالي اثيل النجيفي، والتي حصلت على 19 مقعداً من أصل 37 في مجلس المحافظة، فيما فازت قائمة «نينوى المتآخية» المتآلفة من عدد من الأحزاب الكردية وقوى سياسية أخرى ب12 مقعداً. واستحوذت «الحدباء الوطنية»، على كل المناصب الادارية الرفيعة في المحافظة من محافظ ونائبه ورئيس مجلس، ما أدى الى إعلان قائمة «نينوى المتآخية»، مقاطعتها المجلس الجديد. وتبعت قائمة «نينوى المتآخية»، في قرار المقاطعة إدارات 16 وحدة ادارية بما فيها ثلاثة أقضية هي مخمور وسنجار وشيخان. وتشير قائمة «الحدباء الوطنية»، إلى أن هناك أعداداً كبيرة من قوات حرس اقليم كردستان «البيشمركة» التي تنتشر في مناطق في محافظة نينوى، وخصوصاً في الأقضية والنواحي ذات الغالبية الكردية، وتدعو باستمرار الى إبعاد هذه القوات من المحافظة. إلا أن المسؤولين الأكراد يؤكدون أن قوات «البيشمركة» هي جزء من المنظومة الدفاعية العراقية وانتشارها في أي مكان في العراق أمر طبيعي في ظل أوامر وتعليمات وزارة الدفاع. وكانت هناك محاولات على أكثر من صعيد لتقريب وجهات النظر بين قائمتي «الحدباء» و«نينوى المتآخية». وسبق أن زار السفير الأميركي لدى العراق كريستوفر هيل المحافظة وعقد اجتماعاً مع القائمتين كل على حدة في محاولة للتقريب في وجهات النظر بينهما، فيما أجرى رئيس الوزراء نوري المالكي محادثات في بغداد للتوصل الى صيغة تفاهم بين الجانبين.