موسكو، باريس -»الحياة»، أ ف ب - أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن فرنسا تتوقع «تقدماً حاسماً» من اجتماع مجلس الأمن حول سورية في نيويورك. وجاءت التوقعات الفرنسية فيما قال فيتالي تشوركين مندوب روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة، إن جولة جديدة من المشاورات حول مشروع القرار الروسي في شأن الأزمة السورية ستبدأ في مجلس الأمن الدولي اعتباراً من أمس، وذلك عشية دعوة الدول الغربيةموسكو إلى تسريع المفاوضات حول قرار في مجلس الأمن في شأن الأزمة السورية. وقال تشوركين في تصريحات نقلتها وكالة «انترتاس» الروسية امس إن الجولة الأولى من المشاورات التي أجريت يوم الإثنين الماضي على مستوى الخبراء، جاءت بعدد كبير من المقترحات والتعديلات التي طرحها شركاء روسيا على نص القرار. وتابع الدبلوماسي قائلاً إن الوفد الروسي يعمل بدأب للتوصل إلى «موقف مشترك» يأتي في سياق البيان الذي صدر عن رئاسة مجلس الأمن في شأن سورية يوم 3 آب (أغسطس) الماضي. وأوضح تشوركين أن جوهر الجهود الروسية يكمن في أن «يتمكن مجلس الأمن من التحدث بصوت واحد عن الوضع في سورية»، مع الأخذ في الاعتبار التطورات الإيجابية والسلبية على حد سواء، بما فيها التوقيع على بروتوكول إرسال بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سورية والأنباء المقلقة حول استمرار أعمال العنف في البلاد. وفي باريس، أعلنت الخارجية الفرنسية أن باريس تتوقع «تقدماً حاسماً» من اجتماع مجلس الأمن حول سورية. وأكد الناطق باسم الوزارة برنار فاليرو في مؤتمر صحافي أن «اجتماعاً أول للخبراء عقد أول من امس. وسيعقد اجتماع جديد اليوم في نيويورك نرى انه سيشكل مناسبة لإحراز تقدم حاسم». وأضاف «ننتظر من روسيا أن تستخدم كامل نفوذها لتحقيق تقدم سريع في المفاوضات». وقدمت روسيا في 15 كانون الأول (ديسمبر) إلى مجلس الأمن قراراً حول سورية بعد أن كانت موسكو تعرقل حتى ذلك الحين القرارات التي تدين قمع النظام السوري الانتفاضة الشعبية. ومشروع القرار الروسي الذي لا يميز بين المتظاهرين وقوات النظام يلقى رفضاً من الأوروبيين والأميركيين الذين يريدون تعديله. وخلال لقاء أول من امس مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، شدد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه «على مسؤولية المراقبين أمام المجتمع الدولي»، كما أوضح برنار فاليرو أيضاً. وشدد الناطق باسم الخارجية الفرنسية على ضرورة أن يتمكن هؤلاء المراقبون العرب من «الوصول في اسرع وقت إلى كل المواقع من دون استثناء ومن دون إشعار مسبق حتى يطلعوا على الحقيقة المتعلقة بوقف أعمال العنف والإفراج عن جميع السجناء السياسيين وعودة الجيش إلى ثكنه ودخول وسائل الإعلام الأجنبية إلى الأراضي السورية». وخلص المتحدث إلى القول «لن ننخدع بأي حيلة ولا أي خديعة يقوم بها النظام السوري». ودعت الدول الغربيةموسكو ليل أول من أمس لتسريع المفاوضات حول قرار في شأن سورية. وقال السفير الألماني لدى الأممالمتحدة بيتر ويتينغ إن «الوضع مأسوي وليس أمام مجلس الأمن وقت ليضيعه». وأضاف: «ندعو الوفد الروسي إلى تسريع المفاوضات حول مشروعه (القرار) وإجراء مفاوضات جدية وسريعة». وقالت سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة سوزان رايس: «موقفنا ما زال نفسه وهو أنه على مجلس الأمن واجب دفع السلام والأمن وحقوق الإنسان في سورية». وأشار ديبلوماسي ألماني فضل عدم الكشف عن اسمه إلى أن روسيا نظمت اجتماعاً واحداً حول مشروع قرارها منذ تقديمه وأنها لم تدخل إليه التعديلات المطلوبة، معتبراً أن هذا الأمر «يزيد من الشكوك حول جدية الجهود الروسية».