بدأت اللجنة العسكرية والأمنية اليمنية، المشكلة وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، صباح أمس إزالة المتاريس والسواتر الترابية والخرسانية وسحب آليات عسكرية وإلغاء نقاط التفتيش في عدد من الشوارع الرئيسة والميادين العامة في صنعاء اضافة الى سحب المسلحين المناوئين للنظام والموالين له وإخلاء عدد من الوزارات والمباني الحكومية والمدارس والمنشآت العامة من المسلحين المدنيين (رجال القبائل) والقوات العسكرية (التابعة للجيش) واستبدالهم بحراسات أمنية تابعة لوزارة الداخلية. وستحاول اليوم التعامل مع اي مظاهر عسكرية في «خطوط التماس». وتستهدف الخطوة تنفيذ إخلاء صنعاء والمدن الباقية من المظاهر المسلحة والمسلحين العسكريين والمدنيين لطرفي الأزمة وإنهاء حلة التوتر وإبعاد اليمن عن شبح الحرب الأهلية في ضوء التسوية السياسية بين جميع الأطراف المعنية بالأزمة التي دخلت أمس شهرها ال11. وقالت مصادر في اللجنة العسكرية أن الفرق الميدانية ستواصل اليوم أعمالها في إزالة المظاهر المسلحة والمتاريس والخنادق والنقاط من الشوارع والأحياء الأكثر «سخونة» التي كانت خلال الشهور الماضية مسرحاً لاشتباكات ومواجهات دامية خصوصاً بالقرب من ساحة التغيير، حيث يعتصم شباب الثورة ومحيط الفرقة الأولى مدرع، وحي الحصبة والشوارع والأحياء المجاورة (شمال العاصمة). وتوقعت المصادر أن يستمر العمل الميداني لأيام في حال تعاونت كل الأطراف في تسهيل مهمة اللجنة، وقالت إن إخلاء منطقة الحصبة وشارع عمران والشوارع والأحياء المحيطة بها، التي شهدت جولات من الحرب بين القوات الحكومية وأتباع شيخ مشايخ قبيلة حاشد صادق الأحمر، من المتاريس والخنادق والقناصة والحواجز والمسلحين المدنيين والقوات العسكرية سيتم بصورة متدرجة ومنظمة حتى تتم إعادة الأوضاع إلى طبيعتها، وتمكين السكان النازحين من العودة إلى منازلهم، وإعادة الخدمات الضرورية إلى تلك الأحياء. وكانت منطقة الحصبة شهدت ليل الجمعة - السبت اشتباكات متقطعة بالأسلحة المتوسطة والخفيفة بين قوات الأمن المتمركزة في محيط مبنى وزارة الداخلية وشارع عمران ومسلحي الشيخ الأحمر في حين سمع دوي قذائف صاروخية ومدفعية. واتهم مصدر أمني أنصار الأحمر بقصف مبنى مجلس الشورى وشركة الاتصالات الحكومية (يمن موبايل) ومنشآت عامة أخرى وعدد من منازل المواطنين المجاورة في حي الحصبة وحي صوفان بمدافع هاون وغيرها من الأسلحة. وتحدث مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بن عمر عن عقبات أمام استكمال خطة التسوية السياسية، مشيراً الى انه سيقدم تقريره الى مجلس الأمن الدولي في 21 من الشهر الجاري لاتخاذ القرارات المناسبة. وقال بن عمر قبل مغادرته صنعاء أمس إلى نيويورك: «هناك تطور مهم في الوضع السياسي الآن تم خلاله توقيع الآلية لتنفيذ مبادرة الخليج وتشكيل حكومة الوفاق الوطني وهناك تاريخ محدد لانتخابات الرئاسة المبكرة، إضافة إلى تشكيل لجنة الشؤون العسكرية التي بدأت تصدر قرارات»، لافتاً إلى وجود عقبات يجب التغلب عليها بعقلانية وتغليب لغة الحوار والتفاهم والتوافق.