في محاولة لاحتواء الموقف المتفجر في اليمن وصل إلى العاصمة صنعاء أمس الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني ومبعوث الأممالمتحدة لليمن جمال بن عمر. ويتوقع أن يتم تحريك المبادرة الخليجية للتوقيع عليها بشكل سريع دون انتظار الفترة المحددة سلفاً للتوقيع عليها. وعقد سفراء الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي اجتماعاً لهم في مقر السفارة الإماراتية بصنعاء لاتخاذ ما يتناسب والحدث القائم. وكانت الساحة اليمنية شهدت أمس تصاعدا خطيرا بسقوط أكثر من 30 قتيلاً وإصابة المئات باشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبدالله صالح في صنعاء وتعز. وتعتبر هذه الأحداث مؤشرا على انفجار الحرب الشاملة التي حذر منها العديد من المراقبين، من أن بدايتها سيفتح الطريق لسيرها بدون كوابح. وجاءت أحداث أمس لتضاف إلى أحداث أول من أمس التي أوقعت 28 قتيلاً ونحو 600 جريح بمواجهات ضد المتظاهرين الذين خرجوا في مسيرة بعشرات الآلاف في إطار برنامج "الحسم الثوري" الذي دعت إليه اللجنة التنظيمية لشباب الثورة. وقصف الطيران الحربي معسكر الفرقة الأولى مدرع، التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر، فيما وقعت اشتباكات في أكثر من منطقة، وصلت إلى مناطق قريبة من منزل النجل الأكبر للرئيس صالح، ومبنى القصر الجمهوري في شارع القصر. إضافة إلى اشتباكات بالمدفعية بين قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي مع القوات الموالية للثوار في شارع الزبيري، بعد أن تجاوزوا الحواجز العسكرية التي وضعها الحرس الجمهوري. وقتل طفل في الشهر العاشر من عمره أثناء شراء والده بعض احتياجات الأسرة وتركه بالسيارة قبل أن يعود وقد اخترقت رصاصة قناص رأسه وأودت به في الحال. وفرضت تداعيات ما وصفتها المعارضة "المجزرة الدامية" التي أودت أول من أمس بحياة 28 شخصا وجرح العشرات من المعتصمين بساحة التغيير بصنعاء، مظاهر تصعيد حاد وإضافة على واجهة مشهد التحفز المسلح والعسكري في صنعاء وتعز. وسارعت القوات الحكومية إلى استحداث تعزيزات عسكرية جديدة لتشديد الحراسات المفروضة على كافة مقار المؤسسات والمنشآت الحكومية. وشوهدت مجاميع مدنية مسلحة موالية لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وهي تعاود التمركز في عدد من الأرصفة بشارع الزراعة وحي باب قاع العلفي الذي شهد تفاصيل المجزرة الدامية ِأول من أمس، إلى جانب انتشار أعداد أخرى من هؤلاء في مواقع متفرقة بمنطقة جولة "كنتكي". كما بادرت القوات الحكومية إلى فرض انتشار عسكري واسع النطاق في العديد من مفارق الطرق المتفرعة عن شارع الستين بتعز وإرسال تعزيزات عسكرية إلى مديرية المعافر وتشديد إجراءات الحماية للمقار والمنشآت الحكومية بالمدينة. من جهتها فرضت القوات العسكرية المنشقة حزاما عسكريا على كافة المداخل والمخارج المؤدية إلى ساحة التغيير بصنعاء بالتزامن مع تعزيز تواجدها في مناطق التماس المقابلة لمواقع التمركز المستحدثة من قبل القوات الحكومية. وشهدت أحياء وشوارع مديرية الحصبة شمال صنعاء التي تتواصل فيها المناوشات المسلحة ظهور لافت لمجاميع قبلية مسلحة إضافية من أتباع الأحمر ومشاهد إنشاء متاريس وخنادق جديدة في أحياء داخلية كسنهوب والنصر وحي الصيانة.