تحزن لينا حينما تسمع «أصوات بطنها» وهي داخل الصف، ولا تستطيع الذهاب لمقصف المدرسة، الذي يعاني من ازدحام، وتخرج الطالبة من بينهم غريبة الشكل (تضحك)، «أحياناً يكون شكل الطالبة مضحكاً، فشعرها «منكوش»، ومظهرها محزن بسبب الزحمة وكنت أتمنى أن يتم ترتيبه ولكنهم منعونا أخيراً من الذهاب للمقصف لتصرف إحدى الطالبات بشغب، وأصبحنا نفطر في الصف، وحينما نفكر في النقاش معهم نشعر بتوتر، ولا نعتقد أنهم سيمنحوننا الثقة بسبب هذه الطالبة، مع أنني كنت أتمنى ألا يقيسون «المشاغبة» على كل الطالبات بسبب واحدة». لينا خالد العمري (10 أعوام) تقرأ وتتعلم من دروس مهارات التفكير، وتكتب سلبيات وإيجابيات كل الأمور حولها حتى لا تشعر بالحزن، وتعلق: «لا أحب تصرف بعض الأشقاء حينما يطلب منك إحضار كأس ماء، أو أي شيء خاص بهم، ولأني صغيرة فيجب عليّ تنفيذ متطلباتهم، وهذا يعتبر خطأً كبيراً، لأنه ليس هناك أشياء للكبار، وليس هناك أشياء للصغار، والتهديد بأي شيء لا ينفع بل يضر». لا تحب لينا أن يُطلق عليها أنتِ لا تعرفين صنع شيء، لأنها تعتبر نفسها شخصية مختلفة وذكية، وتستطيع حل المشكلات، وتنفيذ أي مشروع تلتزم بنجاحه، وأحياناً تتحول شخصيتها لعصبية و«كيوت» داخل المدرسة، بسبب تصرف بعض الطالبات معها، «حينما أكون «كيوت» طبعاً أكون محترمة ومؤدبة، وإذا عصبت لا يصبح لدي أي نفس للكلام مع الطالبات، ولكن لدي ملاحظة، لماذا بعض المعلمات تتغير شخصيتهن من عصبية إلى هادئة وطيبة، حينما تحضر لها مشرفة وتتابع شرحها وتعاملها مع الطالبات، لأن هذا الأمر جعلني أفكر كثيراً ولم أجد له حلاً إلى الآن». تحب «لينا» في وقت فراغها كتابة القصص، وعمل جدول تنظم فيه وقتها، فهناك ساعة للعب مع شقيقها عبدالله، الذي تحبه وترى أنه كل حياتها، وبلسم الابتسامة في المنزل، فهو الوحيد الذي يستحق كل الوقت معه، كما أن لمراجعة دراستها وقتاً مخصصاً، وكذلك تناولها الطعام والنوم، وذلك جعل منها طفلة منظمة ومرتبة. وتشارك والدتها وصديقاتها وكل من تحب في تنفيذ أعمالهم ببرنامج «البويربوينت»، وصنع المؤثرات، وتصميم البطاقات الخاصة، «فكرت حينما أكبر أصبح عالمة سمك «القرش»، وبعد بحث عن هذا الكائن القوي الذي يعيش في البحر ويأكل اللحوم، قررت تغيير حلمي لأني وجدت أن فيه صعوبة، لذلك سأفكر بأن أصبح معلمة أو صحافية».