الفريق الركن عبد ربه منصور هادي أصبح الآن يملك منْصِبين في آن: الأول نائب رئيس الجمهورية اليمنية بوصفه السابق الذي كان عليه قبل الثورة الشبابية السلمية، والثاني النائب المكلف صلاحيات رئيس الجمهورية وجميع سلطاته الدستورية إلى غير رجعة وذلك بموجب المبادرة الخليجية الموقعة من الرئيس والمؤيدة بقرار مجلس الأمن الدولي. وبموجب ذلك حصل هادي على منصبين تم دمجهما بمنصب واحد وهو «النائب الرئيس». وجاءت موافقة اللقاء المشترك على المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية ليتم، بموجبها وعلى وجه السرعة مباشرة، إصدار القرارات والتوجيهات من قبل النائب الرئيس وذلك إلى الوحدات العسكرية التابعة للحرس والأمن وغيرها من القوة النافذة التابعة للرئيس وذلك بإيقاف الحرب التي تشنّها تلك القوات على تعز وأرحب ونهم وصنعاء وغيرها من المدن اليمنية، وأيضاً إصدار التوجيهات برفع المواقع والثكنات العسكرية من المدن المذكورة ومداخلها ومن المراكز الخدمية المختلفة المحتلة من قبل تلك القوات. وقد مرّت الساعات والأيام والشعب يترقّب ممارسة هادي لكامل صلاحيات رئيس الجمهورية لكننا لم نلمس شيئاً من ذلك وأصبح ينطبق علينا المثل الشائع «الزفة الزفة والدقة الدقة» وما زال الوضع السيئ هو نفسه قبل توقيع الرئيس على المبادرة أو بعده. كما أن الأيام صارت تخاطبنا بما قاله الشاعر: كلما قلنا عساها تنجلي/ قالت الأيام هذا مبتداها والشيء الجديد أن الأمر لم يقف عند الحد الذي كان يمارسه الحرس والأمن العائلي على تعز وإنما ازداد حدة وهوساً وسُعراً وبلطجة على ما كان عليه سابقاً فبدلاً من أن تقتصر القوات المذكورة في اعتداءاتها على تعز الثورة وأحيائها وقراها ليلاً فقط تطورت الأحداث إلى قيام القوات المذكورة بالقصف ليلاً ونهاراً على تعز وأحيائها بمختلف الأسلحة. وإذا كان بقايا النظام يشنون الحرب، قبل توقيع الرئيس، على تعز وأحيائها والمناطق القريبة منها فقد وسعوها بعد توقيع الرئيس على المبادرة إلى أماكن ومديريات أخرى بعيدة كالمخاء وموزع والوازعية، فما هو دور الفريق عبد ربه وهو يسمع ويشاهد هذه الحرب الشرسة على تعز ومديرياتها؟ وما هو دور الإخوة في مجلس التعاون الخليجي والأصدقاء في مجلس الأمن؟