كشفت مستندات جديدة (تحتفظ «الحياة» بنسخ منها) تورط زوج المعنفة «فاطمة» في سوابق تثبت تكرار تعديه عليها، وإدانته بتهم عدة، أخذت منه بموجبها تعهدات خطية بعد التمادي عليها بالضرب أو التعنيف في أي حال من الأحوال لاحقاً. وأقر الزوج في تعهد منه وقع عليه أمام مجموعة من الشهود قبل ثلاثة أعوام بمعاملة زوجته وفقاً لأمر الله سبحانه وتعالى ونبيه (صلى الله عليه وسلم)، وقال فيه: «أتعهد بأن لا أمد يدي على زوجتي فاطمة بضرب أو خلافه، إلا وفق ما شرع الإسلام، وعليها مثل ذلك من الاحترام والطاعة، والعشرة بالمعروف»، ما يؤكد مدى العناء الذي تحملته الضحية في سبيل الإبقاء على بيتها وأطفالها، بيد أن المعتدي لم يقدر لها ذلك، بل تمادى في قسوته بضربها حتى أقعدها على سرير الاستشفاء الأبيض تشكو جروحاً لم تندمل حتى اليوم. وسبق التعهد، تأكيد تقرير طبي صادر من مدير مستشفى ومراكز الرعاية الصحية بإحدى المحافظات، لمواجهة الضحية حالات تعنيف أدت إلى إدخالها المستشفى، الذي أوضح في تقريره أن فاطمة عانت اعتداء بالضرب أدى إلى إحداث كدمات في الوجه والجبين والفخذ الأيسر وآلام في البطن، ما تسبب لها بدوره في حال اكتئاب نفسي تفاعلي خفيف إلى متوسط الشدة، يستدعي حاجتها إلى علاج دوائي ومراجعة العيادة النفسية، وتوقع التقرير مدة شفاها آنذاك ثلاثة أسابيع ما لم تحدث مضاعفات. من جهته، أفاد شقيق المعنفة فاطمة (تحتفظ «الحياة» باسمه) أن أخته «ما زالت تتألم، فيما يقبع زوجها وراء القضبان في انتظار محاكمته على جريمته البشعة التي لا يعلم من أين أتى بكل هذا الشر المرسوم بلون أحمر على جسد شقيقتي حتى اليوم، وقال: «تنتظر العائلة محاكمة المعتدي الذي مر على حبسه حتى الآن خمسة أيام قابلة للتجديد، إذ حولت قضيته إلى هيئة الادعاء والتحقيق العام». ولا تزال المعنفة فاطمة ترقد حتى اليوم في مستشفى الملك فهد في انتظار اكتمال مراحل علاجها مما تعاني منه، إذ أجريت لها قسطرة في الرقبة لعدم وجود أوردة في يديها التي طاولتها سياط الجاني، في وضع مأسوي يبعث الحزن لمن ينظر إليها. وفي السياق، تفاعلت مواقع التواصل الاجتماعي في الشبكة العنكبوتية (توتير والفيسبوك) مع قضية فاطمة، إذ مثلت التساؤلات عن موعد اقتصاص القضاء من هذا الرجل «الحاقد»، حضوراً لافتاً في تعليقاتهم على قضية المعنفة المغلوب -حسب وصفهم- على أمرها، فيما ظلت ألسنة مجموعات أخرى تلهج بالدعاء لها باكتمال معافاتها ومواجهته بهذه الجريمة التي وصوفها ب «النكراء»، وبدت تعليقات آخرين ترسم لوحة تقرأ في ملامحها قطرات الدموع تتساقط من أعينهم رثاء للحال التي عليها «الضحية» من خلال كل كلمة كتبت عن فاطمة، مشيرين إلى أن الكثير منهم بدأ يشن حرباً ضروساً من الأسئلة على فعل المعتدي الذي لم يجدو له تشبيهاً إلا ب «الوحش المفترس»، بينما تساءل آخرون «لماذا عادت إليه بعد تلك الحوادث الصادرة منه؟، ولماذا لم تقاوم؟، والمهم لماذا فعل هذا بها؟، واستدرك الباقون منهم «التعهد دليل قاطع على أن الأمور منذ زمن بعيد لم تنبئ عن خير بينهما».