تمكنت فرقة تابعة للجيش اللبناني عند الخامسة فجر امس وفي منطقة الطفيل الواقعة في جرود مدينة بعلبك شرق لبنان، من تحرير رئيس مجلس ادارة شركة «ليبان ليه» احمد زيدان الذي خطف الاربعاء الماضي. وأعلن بيان صادر عن قيادة الجيش اللبناني - مديرية التوجيه امس، أن «قوى الجيش تابعت تنفيذ عمليات الدهم (التي كانت بدأتها اول من أمس) في مناطق جرود بعلبك، حيث تمكنت عند الخامسة فجراً من تحرير المواطن احمد زيدان»، وأضاف البيان أن هذه القوى «أوقفت عدداً من الاشخاص بتهم مختلفة، وضبطت بحوزتهم كمية من المخدرات، بالاضافة الى جهاز لاسلكي متطور يستخدم لمراقبة الاتصالات، وكمية من العملات الاجنبية، والاسلحة الحربية الخفيفة والذخائر وأعتدة عسكرية متنوعة»، مؤكداً أن «عمليات الدهم لا تزال جارية لتوقيف جميع المشاركين في عملية الخطف، فيما تم تسليم الموقوفين مع المضبوطات، الى المراجع المختصة لإجراء اللازم». وأفادت مصادر أمنية مواكبة لعملية تحرير زيدان «الحياة» بأنه عثر على المخطوف متروكاً داخل غرفة مهجورة في خراج بلدة الطفيل على الحدود اللبنانية - السورية. وزار زيدان رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة الذي كان أجرى اتصالات مكثفة في سبيل تحريره. وتحدث محمد شقيق المحرر من عين التينة، معلناً أن «الفضل الكبير للرئيس بري الذي شاركنا في هذه المحنة، واستخدم كل علاقاته في المنطقة ومع الجيش والقوى الأمنية لعودة أخي، كما نشكر للرئيس ميقاتي اتصالاته معنا». وأكد أن «الخاطفين طلبوا فدية ولم يتم التجاوب معهم». ثم تحدث أحمد زيدان عن الجروح البادية على وجهه، وقال إنها «حدثت خلال إطلاقي من أيدي الخاطفين، وكان الوقت ليلاً وهناك ثلوج، فسقطت على وجهي أكثر من مرة، وجرى أيضاً إطلاق نار». ثم تحدث بري شاكراً «أهل المنطقة والقوى الأمنية التي تعاونت مع الأخوة في حركة أمل خصوصاً بسام طليس». وأكد بري أنه «يوجد عصابة متمرسة تستخدم أفراداً، وهذا الأمر سيكون الشغل الشاغل للأجهزة الأمنية المختصة». وقال: «تعاوننا مع الجيش اللبناني، ولسنا شرعية مستقلة، بل شرعية تقودنا الدولة والقوى الأمنية تقوم بواجبها وهناك تنسيق». واعتبر أن «القصد من هذا العمل أن يترك انعكاسات سلبية خصوصاً أن المخطوف أحد أبناء العائلات الكريمة في صيدا». ولدى مغادرة زيدان وعائلته عين التينة نحرت لهم الخراف. ثم زار زيدان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السراي الكبيرة. وفور إعلان خبر تحرير زيدان عقد لقاء في دارة آل الحريري في مجدليون جمع نائبي صيدا رئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة وبهية الحريري ومفتي صيدا الشيخ سليم سوسان، ثمنوا فيه جهود كل من ساهم في إطلاق سراحه، ودعوا الدولة إلى «بذل الجهود لوقف مسلسل الاختطاف والضرب بيد من حديد وتعزيز دور الدولة». وكان السنيورة اكد خلال استقباله في صيدا أمس وفداً من جمعية تجار صيدا وضواحيها، أنه «لا يمكن تحقيق الاستقرار اذا لم تعد الدولة هي صاحبة السلطة في لبنان»، داعياً الى عدم الانقياد الى «من يحاول ان يزرع الفتنة بين صفوف المسلمين»، ومؤكداً ان «استهداف القوات الدولية (يونيفيل) يأتي على خلفية استخدام لبنان كصندوق بريد لإيصال رسائل».