طهران، نيويورك - أ ب، رويترز، أ ف ب - اعتبرت طهران أن فتح واشنطن «سفارة افتراضية» للتواصل مع الإيرانيين، يشكّل «إقراراً بخطئها الفادح في قطعها العلاقات بين الشعبين». وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست: «لجوء الإدارة الأميركية إلى هذه الخطوة المبتكرة، هو قبل كل شيء اعتراف منها بخطئها الفادح في قطع العلاقات بين الشعبين، وتجاهلها الشعب الإيراني، لكن هذه الابتكارات الافتراضية لا تعوّض عن هذا الخطأ، ولن تحمل رسالة أميركا إلى الشعب الإيراني». وأضاف أن «الشعب الإيراني تلقى خلال العقود الثلاثة الأخيرة، الرسالة الحقيقية للولايات المتحدة، عبر الحصار والعقوبات ومساندة زمر إرهابية وعمليات تخريبية ضد البلاد، والعرقلة الشاملة والفاشلة للتطور التقني الذي أنجزه علماء إيرانيون، وتوجيه اتهامات واهية اضافة إلى ممارسات هدامة ضد الشعب الإيراني». وأشار مهمان برست إلى تورط واشنطن بإطاحة رئيس الوزراء الإيراني السابق محمد مصدق في خمسينات القرن العشرين، معتبراً أن «من الأفضل للولايات المتحدة أن تتعظ من الماضي، وتغيّر سلوكها إزاء الشعب الإيراني العظيم». أما رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علاء الدين بروجردي، فاعتبر السفارة الافتراضية «خداعاً جديداً يمارسه الشيطان الأكبر»، في إشارة إلى الولاياتالمتحدة، مضيفاً: «الشعب الإيراني لن يقع ضحية هذا الخداع». في المقابل، دان الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني جهود إيران للسيطرة على «ما يراه شعبها وما يسمعه»، قائلاً: «من خلال هذا التدبير، أظهرت الحكومة الإيرانية مجدداً التزامها إقامة ستار إلكتروني من الرقابة حول شعبها». لكنه توقّع «فشل ذلك في القرن الواحد والعشرين»، مؤكداً أن الولاياتالمتحدة ستتمسك ب«التزامها الحوار مع الشعب الإيراني». طائرة الاستطلاع الأميركية في غضون ذلك، نقلت وسائل إعلام إيرانية عن «مصدر عسكري» إن «خبراء من روسيا والصين طلبوا السماح لهم بزيارة إيران ومعاينة طائرة التجسس الأميركية من دون طيار التي أسقطتها إيران أخيراً». وأعرب مسؤول أميركي عن قلق من أن يعمد الإيرانيون إلى بيع مكونات الطائرة إلى الصينيين أو الروس، أو جهة أخرى، لكنه أبدى شكوكاً في إمكان سحبهم معلومات استطلاع منها، واستفادتهم من التكنولوجيا البالغة التطور الموجودة في الطائرة، وهي من طراز «آر كيو-170». وقال: «القدرات الأميركية متطورة جداً، ومن غير الواضح هل لدى الإيرانيين الخبرة للاستفادة من التكنولوجيا المتطورة جداً في الطائرة». أميركا وإسرائيل إلى ذلك، قلل السفير الأميركي لدى إسرائيل دان شابيرو، من أهمية مخاوف مسؤولين أميركيين إزاء احتمال شنّ الدولة العبرية هجوماً على المنشآت النووية الإيرانية، من دون إبلاغ واشنطن. ونقلت صحيفة «هآرتس» عنه تأكيده أن الدولتين «تنسقان عن كثب» في شأن إيران، قائلاً: «نعتقد بأن إيران تسعى إلى قدرات تسلح نووي، ونحن مصممون على وقف ذلك». الصحافيون في إيران على صعيد آخر، أعلنت منظمة «لجنة حماية الصحافيين» التي تتخذ نيويورك مقراً، أن إيران تتصدر دول العالم لجهة اعتقال الصحافيين. وأحصت المنظمة في تقرير سنوي، 179 صحافياً محتجزاً في العالم، بينهم 42 في إيران التي «واصلت حملة لترهيب الصحافة، بدأت بعد انتخابات الرئاسة» عام 2009. لكن موقعاً إلكترونياً إيرانياً معارضاً عدد أسماء 83 صحافياً ومدوناً احتُجزوا.