واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب – أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن الولاياتالمتحدة ستفتح نهاية العام «سفارة افتراضية» للتواصل مع الإيرانيين، وحضتهم على استغلال «الصراع على السلطة» داخل النظام. لكن موقع التلفزيون الإيراني أكد أن هذه الخطة ستفشل. أتى ذلك في مقابلتين أجرتهما مع القسمين الفارسيين في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) و «صوت أميركا». وقالت مخاطبة الإيرانيين: «على رغم أن لا علاقات ديبلوماسية بيننا، سأعلن فتح سفارة افتراضية في طهران. الموقع الإلكتروني سيفتح نهاية العام، وسنواصل التواصل، خصوصاً مع الطلاب، وتشجيعكم على العودة والدراسة في الولاياتالمتحدة. حاولنا التواصل مع الحكومة (الإيرانية)، ولم ننجح». وأشارت إلى أن هذه «السفارة» ستزوّد الإيرانيين معلومات عن تأشيرات الدخول وبرامج أخرى، لكنها لم توضح كيف ستواجه الرقابة التي يفرضها النظام الإيراني على الإنترنت. «جدار الكتروني» وتحدثت كلينتون عن جهود طهران للتشويش على الإنترنت، وتعقّب نشاط المعارضة على الشبكة العنكبوتية، ووضعته في إطار «جدار إلكتروني»، في إشارة إلى «الجدار الحديدي» خلال الحرب الباردة. وأبدت كلينتون بعض الندم إزاء المساندة الفاترة التي قدمتها إدارة الرئيس باراك أوباما للمتظاهرين في إيران، احتجاجاً على إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد عام 2009، لكنها ذكّرت بأن المتظاهرين الإيرانيين أصرّوا على رفض مساعدة الولاياتالمتحدة، خشية تقويض طموحاتهم. وحضت المحتجين على الجهر مستقبلاً برغبتهم في نيل «مساندة العالم». وأقرت بأن العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران بسبب برنامجها النووي، توجد أحياناً صعوبات للإيرانيين، لكنها اعتبرتها الوسيلة الأمثل للضغط على قادة البلاد. وقالت: «نرى توجهات وتصرفات مقلقة، متصلة بالجهود السرية المتواصلة لبناء برنامج للأسلحة النووية، تحوي خداعاً وكذباً كثيراً على الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجتمع الدولي». وأضافت: «نشهد سلوكاً عدائياً ضد الدول المجاورة في المنطقة، وجهوداً لمحاولة خطف أو تقويض ما يُسمى بالربيع العربي. لا نريد صراعاً مع إيران، لكننا نريد أن يغيّر حكامها أفقهم وسلوكهم». وجددت كلينتون استعداد واشنطن لحوار مع طهران في شأن برنامجها النووي، لكنها تحدثت عن «صراع على السلطة داخل النظام، وهم غير قادرين على تحديد ما يريدونه حقاً، قبل معرفة من سينفذ ذلك. لدى الشعب الإيراني فرصة للتأثير في الطريقة التي سيتحدد فيها ذلك». وقالت لشبكة «أي بي سي»: «بات الأمر محيراً بعض الشيء، لأننا لم نعدْ نعلم حقيقة من يتخذ القرارات في إيران. هذا مؤشر مؤسف على تصاعد قوة الحكم العسكري. للأسف، أعتقد بأن إيران تتحول ديكتاتورية عسكرية». محاولة اغتيال الجبير وتطرقت كلينتون إلى اتهام الولاياتالمتحدةإيران بمحاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير، قائلة: «درّست القانون الجنائي قبل سنوات. إنها قضية قوية جداً وتوجّه الأسئلة الصحيحة، وأعتقد أنها ستكون قضية ناجحة». وأضافت: «أتفهم أن يشكك الناس، لأنها كانت مؤامرة صادمة. صدمتنا نحن حين اكتشفناها». لكنها اعتبرت أن الإيرانيين «أصبحوا أكثر تهوراً». أتى ذلك فيما انقسم نواب أميركيون، في شأن كيفية الردّ على محاولة الاغتيال. وقال رئيس لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب، الجمهوري بيتر كينغ، إن ما أقدمت عليه إيران يرقى إلى «عمل حرب»، مشدداً على ضرورة «عدم استبعاد أي خيار». ودعا خلال جلسة استماع للجلسة خُصصت لمناقشة «العمليات الإرهابية الإيرانية على الأراضي الأميركية»، إلى طرد المسؤولين الإيرانيين في واشنطن ونيويورك، معتبراً أنهم جواسيس. لكن النائب الديموقراطي بيني تومسون دعا إلى «الامتناع عن المبالغة إزاء التهديد الذي نواجهه من إيران»، فيما شددت النائب الديموقراطية جاكي سبير على أن الولاياتالمتحدة لا تريد ولا تستطيع «فتح جبهة جديدة في حربها ضد الإرهاب». في المقابل، اقترح الجنرال المتقاعد جاك كين خلال الجلسة «قتل» قادة «فيلق القدس» التابع ل «الحرس الثوري».