أكد مدير العمليات في الجيش الباكستاني الجنرال أشفق نديم أمس، أن الغارة التي شنتها مروحيات تابعة للحلف الأطلسي (ناتو) على مركز للجيش الباكستاني في منطقة مهمند الحدودية مع أفغانستان نهاية الشهر الماضي وأسفرت عن مقتل 28 جندياً باكستانياً، كانت معدة مسبقاً ولم تحدث من طريق الخطأ، موضحاً أن تحقيقات الجيش خلصت إلى أن قيادة المركز الحدودي نبّهت قوات «الناتو» إلى موقعها، لكن الأخير أصرّ على قصف الموقع وذلك لنحو ساعتين. ترافق ذلك مع إعلان القاضي المتقاعد جاويد إقبال، رئيس لجنة التحقيق في الغارة التي نفذتها وحدة كوماندوس أميركية لتصفية زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في مدينة أبوت آباد مطلع أيار (مايو) الماضي، أن اللجنة ستنهي تحقيقاتها قبل نهاية الشهر الجاري. وكشف إرسال لائحة أسئلة إلى الرئيس زرداري الذي قطعت الحكومة الباكستانية أمس التكهنات حول صحته، غداة إخضاعه لعملية قسطرة في شرايين القلب في المستشفى الأميركي بدبي، مشيرة إلى أنه سيعود من دبي بعد أيام اثر انتهاء الفحوص الطبية المطلوبة ونيل قسط من الراحة. وسرت إشاعات كثيرة في باكستان حول الأسباب الحقيقية لخروج زرداري من باكستان بحجة العلاج، بينها أنه سافر لتفادي الضغوط المتزايدة عليه من الجيش والمحكمة العليا والمعارضة، خصوصاً أن تحقيقاً يجري في ملابسات المذكرة التي قدمها السفير السابق لدى واشنطن حسين حقاني باسم الرئيس إلى الجيش الأميركي لطلب مساعدته في السيطرة على القيادة العسكرية الباكستانية، وذلك بعد أيام على قتل بن لادن في أيار. وكانت المذكرة أغضبت القوات المسلحة والشارع الباكستاني، فيما اتهمت المعارضة زرداري بارتكاب «خيانة عظمى»، مطالبة القضاء بالنظر في شرعية التعاون الأمني والاستخباري مع القوات الأجنبية. وفي واشنطن، استبعدت وزارة الخارجية تفكير زرداري بالاستقالة، وقال الناطق باسمها مارك تونر: «لا قلق لدينا، إذ لا سبب يجعلنا نفكر بهذه التكهنات»، متمنياً الشفاء العاجل للرئيس، زوج رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو التي اغتيلت في اعتداء نفذ في 27 كانون الأول 2007، وزعيم الائتلاف الحكومي. ويظل زرداري شخصاً مثيراً للجدل وذي شعبية متدنية جداً في البلاد. وهو اشتهر بكونه «رجل العشرة في المئة»، في إشارة إلى فساد الحكومات التي ترأستها زوجته خلال التسعينات من القرن العشرين.