واشنطن، دمشق - «الحياة»، ا ف ب ، رويترز - قال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع محطة «اي بي سي» الاميركية إن «كل تصرف وحشي» من قبل قوات الجيش والأمن في سورية «كان تصرفاً فردياً وليس مؤسسياً». وأوضح الرئيس السوري خلال المقابلة: «هذا هو ما يجب أن تعرفوه... هناك فرق بين اتباع سياسة قمع وارتكاب بعض المسؤولين أخطاء... لم تصدر أوامر للقتل أو التعامل بوحشية». وأضاف: «نحن لا نقتل شعبنا... لا توجد حكومة في العالم تقتل شعبها إلا إذا كان يقودها شخص مجنون»، موضحاً أنه يشعر ب «الأسف» لا «الذنب» على الارواح التي أُزهقت نتيجة العنف في البلاد. وشدد الأسد على انه «لم يصدر امر بالقتل او بارتكاب أعمال وحشية». وأضاف أن قوات الامن تابعة «للحكومة» وليس تابعة «له شخصياً». وتابع موضحاً: «انا لا املكهم. انا الرئيس، ولا املك البلاد. ولذا فهي ليست قواتي». وشكك الرئيس السوري في المقابلة في محصلة الاممالمتحدة التي تورد اكثر من أربعة آلاف قتيل للعنف. وقال إن اغلب الضحايا كانوا من قواته وأنصار النظام، مضيفاً ان من بين القتلى 1100 من افراد الجيش والشرطة. كما قلل الأسد في الوقت ذاته من اهمية العقوبات الدولية، وأكد ان سورية اطلقت اصلاحات ديموقراطية، وأشار الى انه سيبقى في منصبه، لأن شعبيته في الداخل مازالت مرتفعة. وعندما سئل الرئيس السوري عما إذا كان يشعر بالأسف بسبب العنف الذي عصف بالبلاد، اجاب أنه بذل كل ما في وسعه «لإنقاذ الناس». وتابع «لا يمكنني ان أشعر بالذنب عندما أبذل قصارى جهدي. تشعر بالأسف على الأرواح التي فقدت. لكن لا تشعر بالذنب عندما لا تقتل الناس. لذلك الامر لا يتعلق بالذنب». وكان مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة قد أصدر تقريباً حول الاوضاع في سورية اتهم فيه قوات الجيش وميليشا الشبيحة بقتل المدنيين وتعذيبهم والاعتقال التعسفي. وأشار التقرير الى ان الانتهاكات شملت حتى الاطفال والنساء. وصوت المجلس لإدانة سورية جراء ارتكاب قواتها لانتهاكات «جسيمة ومنهجية» مما يمهد الطريق لاحتمال اتخاذ الاجهزة السياسية للأمم المتحدة في نيويورك لإجراء ما. لكن الرئيس الأسد رفض هذه الاتهامات، قائلاً للشبكة الاميركية إن مسؤولي الأممالمتحدة لم يقدموا وثائق. وتابع: «من قال إن الأممالمتحدة مؤسسة لها مصداقية»، مضيفاً ان سورية شاركت في مداولاتها حفاظاً على الرسميات. وأضاف: «إنها لعبة نلعبها. هذا لا يعني أننا نصدقها». ويتردد ان الكثير من ضحايا الصراع من الاطفال الذين إما شاركوا في الاحتجاجات او تعرضوا للاستهداف لمشاركة والديهم. وقد صرح محقق عينته الاممالمتحدة، ان القوات السورية قتلت 56 طفلاً في تشرين الثاني (نوفمبر) وحده. وضغطت وولترز في حديثها مع الاسد بشأن حالة حمزة الخطيب الصبي البالغ ال13 من العمر الذي تقول المجموعات الحقوقية انه قتل في نيسان (ابريل) بعد اطلاق الرصاص عليه وتعرضه للحرق، فردَّ الاسد على ما يتردد عن تعذيب اطفال: «لأكنْ صريحاً معك يا باربرا، أنا لا أصدقك»، وأضاف: «كل فعل وحشي اقترفه فرد وليس مؤسسة، وهذا ما يجب ان تعرفيه». وتابع: «هناك فرق بين وجود سياسة قمع وبين ارتكاب بعض المسؤولين بعض الاخطاء. هناك فرق كبير». وكرر الاسد، طبيب العيون السابق البالغ السادسة والاربعين من عمره، التصريحات التي ادلى بها حينما خلف والده الراحل حافظ الاسد قبل اكثر من عقد مضى، أنه لا يريد ان يتزعم سورية طيلة عمره. وقال: «حينما اشعر ان الدعم الشعبي قد تضاءل، لن ابقى (في السلطة) حتى لو طلبوا مني ذلك. لا ينبغي ان اظل في المنصب اذا لم يكن هناك دعم شعبي». وأردف قائلاً: «عندما أشعر أن التأييد الشعبي تراجع لن أكون هنا». وكرر الأسد أنه سيُدخل إصلاحات ويُجري انتخابات، لكنه قال إنه يجب عدم التعجل في التغييرات. ومضى يقول: «لم نقل قط إننا بلد ديموقراطي... نحن نتحرك قدماً في الإصلاحات... خاصة خلال الاشهر التسعة الأخيرة... يستغرق هذا وقتاً طويلاً... التحول إلى نظام ديموقراطي راسخ يتطلب قدراً كبيراً من النضج». وذكر أن الجهود الدولية المتزايدة لفرض عقوبات على سورية لن يكون لها أثر يذكر. وأضاف: «نخضع للعقوبات منذ 30 أو 35 عاماً. هذا ليس امراً جديداً... لسنا منعزلين. هناك أناس يأتون ويذهبون... هناك تجارة... يوجد كل شيء».