نفى الرئيس السوري بشار الأسد إصدار أوامر بقمع المحتجين وصرح لقناة (ايه.بي.سي نيوز) بأن أغلب الناس الذين قتلوا في الاضطرابات كانوا من قواته وأنصاره. وقال الأسد في مقابلة روجت لها بشكل مكثف شبكة (ايه.بي.سي) إن الجهود الدولية المتصاعدة لفرض عقوبات على سوريا لا تقلقه وإن أي عنف من القوات الحكومية يحدث نتيجة أخطاء فردية وليس سياسة حكومية. ونقلت (إيه.بي.سي) عن الأسد قوله "نحن لا نقتل شعبنا... لا توجد حكومة في العالم تقتل شعبها إلا إذا كان يقودها شخص مجنون." وفي المقابلة مع المذيعة باربرة وولترز والتي قالت (إيه.بي.سي) إنها اول مقابلة حصرية مباشرة مع الأسد مع الإعلام الغربي منذ اندلاع الانتفاضة قال الرئيس السوري "أغلب الذين قتلوا من انصار الحكومة وليس العكس." ونقلت (إيه.بي.سي) عنه قوله إن من بين القتلى 1100 من افراد الجيش والشرطة. وقالت نافي بيلاي مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في الأسبوع الماضي إن اكثر من أربعة آلاف شخص قتلوا خلال حملة القمع إلى جانب اكثر من 14 ألف شخص يعتقد أنهم رهن الاحتجاز. وصوت المجلس لإدانة سوريا جراء ارتكاب قواتها لانتهاكات "جسيمة ومنهجية" مما يمهد الطريق لاحتمال اتخاذ الاجهزة السياسية للأمم المتحدة في نيويورك لإجراء ما. لكن الأسد رفض هذه الاتهامات قائلا إن مسؤولي الأممالمتحدة لم يقدموا وثائق. وقال الأسد "من قال إن الأممالمتحدة مؤسسة لها مصداقية" مضيفا ان سوريا شاركت في مداولاتها حفاظا على الرسميات. وأضاف "إنها لعبة نلعبها. هذا لا يعني أننا نصدقها." وعرضت (إيه.بي.سي) لقطات من المقابلة في البرنامج الإخباري الصباحي الرئيسي وقالت إنه سيكون هناك لقطات اخرى في نشرتها الإخبارية المسائية. والاحتجاجات مندلعة منذ تسعة أشهر ضد الأسد مستلهمة انتفاضات الربيع العربي وتقترب البلاد فيما يبدو من الحرب الأهلية نظرا لتنظيم جماعات معارضة مسلحة الصفوف وتحركها إلى بعض المدن. وأقر الأسد بأن بعض أعضاء القوات المسلحة تجاوزوا الحد لكنه قال إنهم عوقبوا على أفعالهم. وقال لوولترز "كل 'تصرف وحشي' كان تصرفا فرديا وليس مؤسسيا.. هذا هو ما يجب أن تعرفوه... هناك فرق بين اتباع سياسة قمع وارتكاب بعض المسؤولين أخطاء." وأضاف "لم تصدر أوامر للقتل أو التعامل بوحشية." وكرر الأسد أنه سيدخل إصلاحات ويجري انتخابات لكنه قال إنه يجب عدم التعجل في التغييرات. ومضى يقول "لم نقل قط إننا بلد ديمقراطي... نحن نتحرك قدما في الإصلاحات.. خاصة خلال الاشهر التسعة الأخيرة... يستغرق هذا وقتا طويلا.. التحول إلى نظام ديمقراطي راسخ يتطلب قدرا كبيرا من النضج." وقال الأسد إنه يبقى في منصبه لأن شعبيته في الداخل ما زالت مرتفعة وأردف قائلا "عندما أشعر أن التأييد الشعبي تراجع لن أكون هنا." وذكر أن الجهود الدولية المتزايدة لفرض عقوبات على سوريا لن يكون لها أثر يذكر. وأضاف "نخضع للعقوبات منذ 30 أو 35 عاما. هذا ليس امرا جديدا... لسنا منعزلين. هناك أناس يأتون ويذهبون.. هناك تجارة.. يوجد كل شئ." وعندما سئل عما إذا كان يشعر بالأسف من العنف الذي عصف ببلاده اجاب أنه بذل كل ما في وسعه "لإنقاذ الناس". وتابع "لا يمكنني ان أشعر بالذنب عندما أبذل قصارى جهدي. تشعر بالأسف على الأرواح التي فقدت. لكن لا تشعر بالذنب عندما لا تقتل الناس. لذلك الامر لا يتعلق بالذنب."