نفى الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة مع قناة تلفزيونية أميركية بثت اليوم "الأربعاء" أن يكون قد اصدر أوامر بقتل محتجين، وقال انه "لا يمكن لاي شخص ان يفعل ذلك الا اذا كان مجنونا"، في حين اعتبر البيت الابيض اعتبر ان هذه التصريحات "تفتقر الى المصداقية". وشكك الأسد في المقابلة مع قناة "ايه بي سي نيوز؛ والتي نقلها موقع "عربية نت" : في محصلة الأممالمتحدة التي تورد اكثر من اربعة الاف قتيل للعنف وقال ان اغلب الضحايا من المؤيدين للحكومة. وقلل في الوقت ذاته من اهمية العقوبات الدولية واكد ان سوريا اطلقت اصلاحات ديموقراطية. وقال الاسد للصحافية المخضرمة باربرا وولترز في مقابلة نادرة مع الاعلام الاجنبي انه ليس مسؤولا عن اراقة الدماء التي جرت على مدار تسعة اشهر مشيرا الى انها تجاوزات نفذها افراد وليس نظامه. ونقلت ايه بي سي عن الاسد قوله "نحن لا نقتل شعبنا. ليس من حكومة في العالم تقتل شعبها، الا اذا كانت تحت قيادة شخص مجنون". وقال الاسد "لم يصدر امر بالقتل او بارتكاب اعمال وحشية". واضاف الرئيس السوري ان قوات الامن تابعة "للحكومة" وليس له شخصيا، مضيفا "انا لا املكهم. انا الرئيس، ولا املك البلاد. ولذا فهي ليست قواتي". من جهته قال البيت الابيض الاربعاء ان انكار الرئيس السوري بشار الاسد بانه اصدر اوامر بقتل الاف المتظاهرين "يفتقر الى المصداقية". وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان "الولاياتالمتحدة وعددا من الدول الاخرى في العالم التي اجمعت على ادانة العنف الفظيع في سوريا الذي ارتكبه نظام الاسد، تعرف بالضبط ما الذي يحدث ومن المسؤول عنه". من جهتها اتهمت سوريا الاربعاء وزارة الخارجية الأميركية بتحريف تصريحات الاسد لقناة ايه بي سي نيوز في معرض التعليق عليها. واكد الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي ان الاسد لم يسع الى التنصل من مسؤولياته كرئيس للبلاد بقوله للصحافية المخضرمة باربرا وولترز ان قوات الامن السورية ليست "قواته". وقال مقدسي "عندما سالته وولترز هل قامت قواتك، بالمعنى الشخصي وكانها ميليشيا، بقمع شديد، قال الرئيس ان هذه ليست قواتي وقدم شرحا صحح به وصوب السؤال الموجه وقال ان هناك قوات في سوريا مهامها الدستورية الحفاظ على امن واستقرار البلاد". واضاف مقدسي "الرئيس الاسد مسؤول دستوريا عن مهامه كرئيس جمهورية". وجاء كلام مقدسي تعليقا على كلام لمارك توني المتحدث بلسان الخارجية الاميركية الثلاثاء جاء فيه "من السخف انه (الاسد) يحاول التخفي وراء لعبة واضحة ويقول انه لا يمارس السلطة في بلاده" مضيفا "ليس هناك ما يشير الى انه يفعل اي شيء غير القمع الاكثر وحشية بحق حركة معارضة سلمية". يذكر ان اسرة الاسد تحكم سوريا بقبضة من حديد منذ اربعة عقود، بينما يرأس شقيقه العميد الركن ماهر الاسد الفرقة الرابعة المسؤولة عن العاصمة فضلا عن القوات الخاصة من الحرس الجمهوري. ويقول شهود ومجموعات لحقوق الانسان ان السلطات السورية استخدمت القوة الشديدة والاعتقالات الجماعية والتعذيب في محاولة لسحق اكبر تهديد يشهده حكم اسرة الاسد حتى الان. وتقدر الاممالمتحدة ان اكثر من اربعة الاف شخص قتلوا منذ بدء الانتفاضة في اذار/مارس في اطار احتجاجات مطالبة بالديموقراطية في العالم العربي اطاحت حتى الان بزعماء تونس ومصر وليبيا. ورفض الاسد محصلة القتلى قائلا "من قال ان الاممالمتحدة مؤسسة تحظى بمصداقية؟"، موضحا ان "اغلب من قتلوا من انصار الحكومة وليس العكس". كما تحدث عن مقتل 1100 جندي وشرطي. ويتردد ان الكثير من ضحايا الصراع من الاطفال الذين اما شاركوا في الاحتجاجات او تعرضوا للاستهداف لمشاركة والديهم. وقد صرح محقق عينته الاممالمتحدة ان القوات اسورية قتلت 56 طفلا في تشرين الثاني/نوفمبر وحده. وضغطت وولترز في حديثها مع الاسد بشأن حالة حمزة الخطيب الصبي البالغ ال13 من العمر الذي تقول المجموعات الحقوقية انه قتل في نيسان/ابريل بعد اطلاق الرصاص عليه وتعرضه للحرق. ورد الاسد على ما يتردد عن تعذيب اطفال "لاكون صريحا معك يا باربرا، انا لا اصدقك". واضاف الاسد "كل فعل وحشي اقترفه فرد، وليس مؤسسة، هذا ما يجب ان تعرفيه". وتابع "هناك فرق بين وجود سياسة قمع وبين ارتكاب بعض المسؤولين بعض الاخطاء. هناك فرق كبير". وكرر الاسد، طبيب العيون السابق البالغ السادسة والاربعين من عمره، التصريحات التي ادلى بها حينما خلف والده الراحل حافظ الاسد قبل اكثر من عقد مضى انه لا يريد ان يتزعم سوريا طيلة عمره. وقال "حينما اشعر ان الدعم الشعبي قد تضاءل، لن ابقى (في السلطة). حتى اذا طلبوا مني ذلك. لا ينبغي ان اظل في المنصب اذا لم يكن هناك دعم شعبي"، معربا عن اعتقاده انه ما زال يحظى بالدعم. وقال الاسد ان حكومته تمضى قدما في اصلاحات. لكنه قال صراحة "لم نقل ابدا اننا بلد ديموقراطي". واضاف "يستغرق الامر وقتا طويلا.. والكثير من النضوج حتى الوصول الى ديموقراطية كاملة". وتتعرض سوريا لادانات دولية متزايدة وعقوبات غربية ومثلها من جانب الجامعة العربية وتركيا. وقال الاسد لايه بي سي نيوز ان تلك التهديدات لا تقلقه، واضاف "خضعنا لعقوبات على مدار الاعوام الثلاثين او ال35 الماضية. وليس هذا شيئا جديدا". وفي اطار تضييق الخناق على نظام الاسد اعلنت تركيا الاربعاء فرض مجموعة جديدة من العقوبات ضد سوريا، وصرح وزير الجمارك والتجارة هياتي يازجي لتلفزيون ان تي في في الخاص "سنفرض ضريبة 30% على السلع القادمة من سوريا". وقال يازجي ان "سوريا ستدفع غاليا ثمن هذه العقوبات" في اشارة الى اجراءات اتخذتها سوريا ردا على مجموعة اولى من العقوبات التركية بحق سوريا. وكانت تركيا اعلنت في 30 تشرين الثاني/نوفمبر سلسلة من العقوبات على نظام الاسد شملت حظرا فوريا لاية تعاملات مالية مع الحكومة السورية وبنكها المركزي وتجميد اصول الحكومة السورية في تركيا. وردت دمشق بتعليق اتفاق التجارة الحرة المبرم مع انقرة في العام 2004 بعد مفاوضات طويلة. كما زادت الجمارك على الواردات السورية ورفعت اسعار الوقود واخرت الشاحنات التي تنقل البضائع. وفي لفتة تجاه تركيا رغم تدهور العلاقات بين البلدين قال مقدسي ان دمشق "ترحب باي تصريح تركي هدفه الحفاظ على حسن الجوار مع سوريا". واضاف "نحن حريصون على ان تكون علاقاتنا جيدة مع جوارنا الاقليمي وخاصة تركيا. نحن حريصون على امن واستقرار تركيا ونرجو ان يكون هذا الحرص متبادلا". وجاءت اقوال مقدسي تعليقا على تصريح لدبلوماسي تركي في وقت سابق جاء فيه ان "تركيا لا تسمح لاي مجموعة مسلحة (بشن هجمات) ضد دول اخرى" في اشارة الى سوريا. وميدانيا، وقعت مواجهات بين الجيش السوري النظامي ومجموعة منشقين الاربعاء في بلدة سراقب في محافظة ادلب قرب الحدود التركية. واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقرا ان "قوات عسكرية امنية مشتركة نفذت حملة مداهمات في اطراف سراقب واسفرت عن اعتقال ثلاثة نشطاء" صباح الاربعاء، في حين "اقتحمت نحو خمسين الية عسكرية مدرعة تضم دبابات وناقلات جند قرية الرامي بجبل الزاوية". وبحسب المصدر نفسه، قتلت فتاة في ال16 من العمر واصيب 20 شخصا بجروح بالرصاص في محيط سراقب. من جهة اخرى، قضت امراتان قرب الحولة في منطقة حمص (وسط) بسبب نقص الادوية، وفقا للمرصد. وقال المرصد ان آلية لنقل الجند تابعة للجيش دمرت. واوقعت اعمال العنف اكثر من 100 قتيل منذ السبت في سوريا، بحسب الناشطين. البيت الأبيض: تصريحات الأسد في المقابلة التلفزيونية (لا تصدق) رفض البيت الأبيض اليوم زعم الرئيس السوري بشار الاسد انه لم يأمر قواته بقتل المشاركين في المظاهرات السلمية. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني (هذا غير جدير بالتصديق) عندما سئل بشأن مقابلة مع شبكة (اي بي سي) التلفزيونية قال فيها الاسد انه لا يقتل أبناء شعبه الا مجنون. واضاف المتحدث العالم يشاهد ما يحدث في سوريا. والولاياتالمتحدة والدول الكثيرة الكثيرة الاخرى في شتى انحاء العالم التي التقت معا لتدين العنف الوحشي في سوريا الذي يرتكبه نظام الاسد تعرف بالضبط ما يحدث ومن المسؤول عنه. وتابع (لا اعتقد ان أحدا ممن شاهدوا المقابلة سيجد اجابات السيد الاسد جديرة بالتصديق) .