أكد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أن اعمال العنف التي شهدتها محافظة دهوك أخيراً جاءت في سياق «مؤامرة تحاك ضد الإقليم تبدأ بتوجيه ضربة إلى الحزب الديموقراطي الكردستاني» بزعامته، فيما هدد «الاتحاد الإسلامي» باللجوء إلى القضاء في حال عدم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المتهمين بحرق مقراته. وقال بارزاني في رسالة وجهها إلى حزبه عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» إن «هناك مؤامرة كبرى ضد كردستان، والأعداء يعرفون أن نجاح خطتهم تقتضي أولاً ضرب الحزب الديموقراطي»، لافتاً إلى أن «بعض الجهلة انخدعوا بالمؤامرة التي تهدف إلى القضاء على ثقافة التسامح في الإقليم»، داعياً إلى «الحذر من هذه المؤامرة والدفاع عن الحزب للحفاظ على المكاسب التي تحققت، ونحن نقدر أهمية الحفاظ على عادات وتقاليد وأخلاف شعبنا، لكن ذلك يتحقق عبر النصائح والتربية، وليس عبر العنف والتهديد وتوتير الاجواء». وختم بارزاني رسالته بالقول «بعون الله ستتحطم المؤامرة على رؤوس المتآمرين، ولن نسمح بأن تسود الفوضى». وبعد مضي نحو سبعة شهور على إنهاء أزمة الاحتجاجات المطالبة بإجراء إصلاحات سياسية واسعة وما تركته من تداعيات سلبية على العلاقة بين الحزبين الرئيسين وأقطاب المعارضة الثلاثة، دخلت الأطراف في أزمة جديدة عندما أقدم مصلون عقب صلاة الجمعة في الثاني من الشهر الجاري على إحراق مراكز للمساج وفنادق ومحلات لبيع الخمور يديرها مواطنون من الأقليتين المسيحية والإيزدية، أعقبها إحراق مؤيدين للحزب «الديموقراطي الكردستاني»احراق مراكز تابعة ل «الاتحاد الإسلامي». إلى ذلك، قال الناطق باسم «الاتحاد الإسلامي» صلاح الدين بابكر في تصريح إلى «الحياة» إن «اكثر من ثلاثين من كوادر الحزب اعتقلوا في الأحداث وتم إطلاقهم»، وأضاف «طالبنا رئاسة الإقليم باتخاذ تدابير في حق السلطات المسؤولة في محافظة دهوك، وإلا نحن سنلجأ إلى القضاء»، مشيراً إلى أن «أحزاب المعارضة قررت عدم المشاركة في اجتماع للأحزاب الكردستانية دعا إليه بارزاني، احتجاجاً على هذه الاعتداءات». واتهمت مؤسسة الثقافة والإعلام التابعة لحزب بارزاني في بيان «الاتحاد الإسلامي» بشن «حملة متصاعدة ضد الحزب واتهامه بالوقوف وراء تلك الأحداث»، وأكد البيان «قدرة الديموقراطي الذي التزم التهدئة، على شن حملة مضادة بالأدلة والبراهين»، داعياً إلى «وقف هذه الحملات واتباع نهج المنطق السياسي والمهنية». إلى ذلك، أعلن وزير الداخلية كريم سنجاري في تصريحات صحافية إن «اللجنة التي شكلت للتحقيق في الإحداث باشرت أعمالها الأحد الماضي، وقد حققت نتائج جيدة»، من دون أن يكشف طبيعتها. وما زالت ردود الفعل على الأحداث تتوالى، وطالبت «هيئة الكنائس الإنجيلية» في دهوك، الاثنين، رئاسة إقليم كردستان بتوفير الحماية للمسيحيين، والعمل على تهدئة الأوضاع، مشيرة إلى أن أعمال العنف «استهدفت كنائس ومحلات تجارية ومصالح مسيحية». في المقابل أعلن «اتحاد علماء الدين الإسلامي الكردستاني» أن اتهام علماء دين بالوقوف وراء الهجمات هدفه «تشويه شخصية العلماء من دون أدلة»، داعياً الجهات المعنية إلى «الإسراع في حل مسألة الأماكن السياحية وبيع الخمور من خلال إبعادها عن الأسواق العامة والمساجد والأحياء السكنية كونها تؤثر في مشاعر المسلمين».