بحث رئيس إقليم كردستان زعيم»الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني وزعيم ورئيس الجمهورية زعيم «الاتحاد الوطني» جلال طالباني خلال اجتماع في السليمانية تداعيات الأزمة الناجمة عن أحداث دهوك، فيما عرضت لجنة برلمانية نتائج التحقيق في تلك الأحداث خلال جلسة استثنائية. ورأس كل من بارزاني وطالباني اجتماعاً للمكتبين السياسيين للحزبين في مصيف دوكان للوقوف على أسباب أعمال العنف التي شهدها قضاء زاخوفي بمحافظة دهوك نهاية الأسبوع الماضي. ودخل الإقليم في أزمة جديدة عندما أقدم مصلون عقب خروجهم من صلاة الجمعة في 2 الشهر الجاري على حرق مركز للتجميل قرب المسجد تطور إلى أعمال عنف طاولت محال لبيع الخمور وفنادق ومرافق سياحية يديرها مواطنون مسيحيون وايزديون، قبل أن يقدم شبان آخرون على إحراق مقار تابعة لحزب «الاتحاد الإسلامي» المعارض الذي اتهموه بالوقوف وراء أعمال العنف، وأسفر تدخل قوات الأمن عن إصابة العشرات. وعرضت لجنة برلمانية تقريراً أعدته الأحداث خلال جلسة استثنائية خصصت لمناقشة الأزمة. ورفضت «التطرق إلى أسماء المتهمين في الأحداث بغية عدم استباق التحقيقات القضائية»، مشيرة إلى أن «27 مركزاً للمساج ومحال لبيع الخمور تم حرقها، فضلاً عن أربعة فنادق وحانات سياحية، و 13 مقراً للاتحاد الإسلامي، بينها مبنى الإذاعة والتلفزيون التابعين للحزب، ومقر آخر في سميل، فيما بلغ عدد الجرحى 37 شخصاً». وأشار التقرير إلى أن «53 شخصاً اعتقلوا بناء على مذكرات قضائية، وتم إطلاق بعض منهم، فيما لا يزال آخرون فارين». وطالبت اللجنة «بتقديم مرتكبي أعمال الشغب إلى العدالة، ومحاسبة المقصرين من المسؤولين وتعويض المتضررين»، داعية الأطراف إلى «وقف الحملات الإعلامية المضادة». وفي خضم هذه التطورات استمرت العلاقة متوترة بين الحزب «الديموقراطي» و»الاتحاد الإسلامي» المعارض وسط تبادل للاتهامات والتصريحات عبر أجهزة الإعلام المختلفة التابعة لكلا الطرفين، وفي آخر تصريح له قال زعيم «الاتحاد الإسلامي» صلاح الدين محمد بهاء الدين في بيان: «أتفهم أسباب ودواعي القلق الشديد الذي يساور حزب بارزاني وأدرك تماماً مكامن مخاوفه»، وأضاف أن «اتهامنا بمهاجمة المسيحيين والايزيديين أكذوبة فاضحة لن يصدقها أحد، وهذه التهم ليست كالتي وجهت إلينا في أحداث 2005، وحبل هذا النمط من الأكاذيب كان قصيراً»، مشيراً إلى أن «قدر حزب بارزاني أن يقر بحقيقة أن وجود الاتحاد أمر واقع وعليه الاحتكام إلى صوت العقل والمنطق والاعتراف بالمسؤولية كحزب حاكم». هذه التصريحات جاءت متزامنة مع اجتماع للأحزاب برئاسة بارزاني والذي قاطعته المعارضة، وقال بارزاني في الاجتماع إن «الهجمات كانت خطأ كبيراً وأضرّت بسمعة الإقليم»، وأردف «لقد وجهنا دعوة إلى المعارضة لحضور الاجتماع كي نستمع إلى وجهات نظرها، لكنها امتنعت عن الحضور». واعتبر ممثلو الأحزاب أن الهدف من الأحداث «هو إشغال السلطة بمسائل غير أساسية»، محذرين من أن «الفوضى ستتسبب بامتناع بلدان العالم عن تقديم الدعم الذي كانت تقدمه سابقاً».