أعلن أقطاب المعارضة الكردية مقاطعة اجتماع دعا إليه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني للوقوف على أعمال العنف التي شهدتها محافظة دهوك خلال الأيام الثلاثة الماضية، فيما استمرت أعمال العنف عقب إحراق مجهولين ثلاثة محال لبيع الخمور في المحافظة، فضلاً عن حرق مركز للتجميل في السليمانية. وجاءت هذه التطورات إثر قيام مصلين عقب خروجهم من صلاة الجمعة الماضية في قضاء زاخو التابع لمحافظة دهوك بإحراق مراكز للمساج وفنادق ومحال لبيع الخمور يديرها مواطنون من الأقليتين المسيحية والإيزدية، وتلا ذلك إقدام مؤيدين للحزب «الديموقراطي الكردستاني» بزعامة بارزاني على إحراق مراكز لحزب «الاتحاد الإسلامي الكردستاني» المعارض، أسفرت عن إصابة اكثر من 50 من عناصر الأمن والشرطة و15 مدنياً. ورفضت المعارضة حضور اجتماع دعا إليه بارزاني أمس لتهدئة الأوضاع، احتجاجا على حرق مقار ومؤسسات إعلامية تابعة ل «الاتحاد الإسلامي» المعارض. في خطوة يرى المراقبون أنها ستزيد حدة الأزمة القائمة منذ شهور بين المعارضة والحزبين الرئيسيين. وكان بارزاني قال خلال زيارته دهوك ولقائه المسؤولين الإداريين والحزبيين فيها انه «منذ اكثر من 20 سنه لم احمل السلاح لكن بعد أحداث زاخو وسميل ودهوك سأكون أول من يحمله، مادامت المسألة وصلت فوق خط الكفر». وأضاف :» لا بد من تقديم مسبب هذه الأحداث، إلى العدالة». وتجددت أعمال العنف لليوم الثالث على التوالي، حيث شهد قضاء العمادية شمال دهوك إحراق ثلاثة محال لبيع الخمور في ناحية «ديرلوك»، فيما اعتقلت الشرطة أربعة من المشتبه بهم، وفي السليمانية أعلنت مديرية الأمن عن قيام مجهولين بإحراق مركز للتدليك في أحد الشوارع الرئيسية. وفي أحدث رد فعل، استنكر ممثلون عن الأقليات في بيان تلك الأحداث، وقالوا إن هذه الأعمال «نجمت عن تحريض بعض الأشخاص تحت شعارات دينية تحمل بعداً عدائياً يهدد الأمن والاستقرار في الإقليم»، واتهموا الأجهزة الأمنية ب «التلكؤ في منع وقوع الأحداث»، وطالبوا بتعويض المتضررين. ولاحظ مسيحيون أن «الربيع العربي» وما تبعه من انتخابات تمخض عنها صعود التيارات الإسلامية في مصر وتونس، غذى التطرف الديني في الشرق الأوسط، وإن هذا «الربيع خريف بالنسبة إلى الأقليات، خصوصاً المسيحيين، وقد بدأت تداعياته السلبية تؤثر في العراق، ما يهدد الوجود المسيحي في المنطقة». في المقابل، أشارت مصادر مطلعة إلى أن الأسباب الحقيقية وراء اندلاع أعمال العنف لم تكن نتيجة «نزاع طائفي» كون المنطقة لم تشهد في تاريخها هذا النوع من النزاع، بل خلافات بين مسؤولين محليين في «الحزب الديموقراطي الكردستاني»، ما تسبب بفقدان الأجهزة الأمنية سيطرتها على الأوضاع التي تحولت إلى صراع سياسي مع «الاتحاد الإسلامي» المعارض.