دمشق، نيقوسيا، عمان - «الحياة»، أ ف ب - رويترز - قال نشطاء سوريون إن 12 على الأقل من أفراد الشرطة السرية السورية انشقوا عن مجمع للاستخبارات في محافظة ادلب قرب الحدود التركية، وذلك في أول انشقاق كبير تفيد به التقارير داخل الجهاز الأمني السوري. ويأتي ذلك فيما واصلت قوات الامن السورية عملياتها في عدة مدن ما أدى الى سقوط العشرات بين قتيل وجريح. بينما أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية أن شهر تشرين الثاني (نوفمبر) كان الأكثر دموية منذ اندلاع الاحتجاجات في سورية، مشيرة الى سقوط 734 قتيلاً خلال ذلك الشهر، غالبيتهم في حمص. وعن الانشقاق في مجمع الاستخبارات في ادلب، قال ناشطون إن قتالاً بالأسلحة اندلع ليل أول من امس بعد أن فر منشقون من مجمع استخبارات القوات الجوية في إدلب على بعد 280 كيلومتراً شمال شرقي دمشق وقتل عشرة أشخاص من الجانبين أو أصيبوا. وقال ناشط بالمدينة ذكر أن اسمه علاء إن منشقين عن الجيش يتمركزون بمنطقة جبل الزاوية القريبة شوهدوا قرب المجمع وساعدوا المنشقين الآخرين على الهرب في عملية منسقة فيما يبدو. وأضاف: «تم استدعاء مدرعات من ثكنات الجيش خارج ادلب للمساعدة في الدفاع عن المجمع. دوت أصوات بنادق الكلاشنيكوف والرشاشات حتى الفجر». وتقدر مصادر بالمعارضة عدد المنشقين عن قوات الأمن بعدة آلاف أغلبهم من الجنود. إلى ذلك ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان ثمانية مدنيين بينهم ثلاثة اطفال قتلوا أمس برصاص قوات الامن و «الشبيحة» في سورية. وقال المرصد ومقره لندن، إن «سائق حافلة نقل صغيرة استشهد اثر اطلاق الرصاص على حافلته من قبل حاجز» شمال معرة النعمان في منطقة ادلب صباح امس. وفي حمص، مركز حركة الاحتجاج في وسط البلاد، «استشهد رجل واطفاله الثلاثة اثر اطلاق الرصاص عليهم من قبل الشبيحة على متن سيارتين». والاطفال في الحادية عشرة والرابعة عشرة والسادسة عشرة من العمر. كما قتلت الاستاذة في جامعة البعث في مدينة حمص ميادة سيوفي بالرصاص في حمص على احد الحواجز. وفي قرية عز الدين قرب الرستن في محافظة حمص قتل مدنيان برصاص قوات الامن. وقتل 23 شخصاً على الاقل في سورية اول من امس بينهم احد عشر مدنياً، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. قال ناشطون إن القتلى معظمهم من حمص وإدلب بينما سقط الباقون في درعا وريف دمشق. في حين أكدت الهيئة العامة للثورة السورية أن شهر تشرين الثاني كان الأكثر دموية منذ اندلاع الأحداث بسورية بسقوط 734 قتيلاً. وأشارت إلى سقوط 734 قتيلاً خلال تلك الفترة من بينهم 29 إمرأة و52 طفلاً و33 قتيلاً قضوا تحت التعذيب. وأوضحت أن عدد المخطوفين والمعتقلين يظل مجهولاً بسبب رفض السلطات السورية الاعتراف بوجودهم. وأكدت الهيئة أنها تحوز على جميع البيانات الخاصة بالقتلى وعبرت عن استعداداها لتقديم تلك المعطيات لأية منظمة حقوقية أو إنسانية تطلبها. يذكر أن أكثر من أربعة آلاف مدني قتلوا منذ آذار الماضي في سورية من بينهم 307 أطفال وفقاً للأمم المتحدة. وتقول الحكومة السورية إن 1100 من رجال الشرطة والجيش قتلوا خلال هذه الفترة أيضاً. وأفادت لجان التنسيق المحلية بسورية وقوع قصف عنيف استهدف حي بابا عمرو بمدينة حمص، بينما شهدت مدينتا طرطوس وجاسم بدرعا حملة اعتقالات عشوائية. وأضافت الهيئة أن عدة مناطق في حمص وريفها تعرضت لإطلاق نار عشوائي ومنها تلكلخ وحي دير بعلبة والوعر وبابا عمرو وباب السباع. وبث ناشطون على شبكة الإنترنت صوراً لحي بابا عمرو وهو يتعرض لقصف مدفعي. وتظهر الصور سحب دخان يقول الناشطون إنها لبيوت احترقت نتيجة القصف. وفي محافظة درعا، شهدت منطقة طفس عملية دهم واعتقال وسط إطلاق نار مما أدى إلى مقتل وجرح بعض أبناء المنطقة. ومن جهة أخرى، ذكرت وكالة «سانا» الرسمية أنه جرى تشييع ثلاثة عشر عنصراً من الجيش والأمن قتلوا على يد من وصفتها العصابات المسلحة، في حين ألقت الأجهزة المختصة القبض على عشرات المطلوبين في تلكلخ بحمص.