إسلام آباد، سيول - رويترز، أ ف ب - قال مسؤول بارز في الجيش الباكستاني إن الغارة الجوية التي شنتها قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان عبر الحدود وقتلت 24 جندياً باكستانياً، كانت «عملاً صارخاً متعمداً من أعمال العدوان». ويصعد هذا التصريح من موقف باكستان من الحادث الذي وقع يوم السبت الماضي وقد يضر بالجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في أفغانستان. وقال الميجر جنرال اشفق نديم، المدير العام للعمليات العسكرية في إفادة لرؤساء تحرير الصحف المحلية نشرت امس، إن قوات حلف الأطلسي تم تحذيرها من أنها تهاجم مواقع باكستانية لكن المروحيات واصلت إطلاق النار. ونقلت صحيفة «ذا نيوز» عن نديم قوله في اجتماعه مع رؤساء تحرير الصحف في مقر قيادة الجيش، إن «المعلومات التفصيلية للمواقع كانت بالفعل لدى (القوة الدولية) ايساف بما في ذلك الخرائط المرجعية ومن المستحيل انهم لم يعرفوا أن تلك هي مواقعنا». وشنت مروحيات ومقاتلات ل «ايساف» هجوماً على موقعين عسكريين حدوديين في منطقة شمال وزيرستان، في أسوأ حادث من نوعه منذ أن تحالفت إسلام آباد مع واشنطن في الحرب على المتشددين عام 2001. ونقل عن نديم قوله إن مروحيات ظهرت قرب الموقع بعد 15 أو 20 دقيقة من منتصف الليل وفتحت النيران وغادرت المنطقة بعد 45 دقيقة. وأضاف أن المروحيات ظهرت مرة أخرى فجراً وهاجمت مجدداً لنحو ساعة. وصرح نديم بأنه قبل دقائق من وقوع الهجوم الأول، أبلغ سارجنت أميركي يعمل في مركز اتصالات في أفغانستان ضابطاً باكستانياً برتبة ميجر أن القوات الخاصة التابعة لحلف شمال الأطلسي تتعرض لنار غير مباشرة من موقع على بعد 15 كيلومتراً من الموقعين. ونقل نديم عن الضابط الباكستاني قوله إن الباكستانيين قالوا إنهم في حاجة إلى وقت للتأكد وطلبوا التنسيق. ونقلت «ذا نيوز» عن نديم قوله إن الاتصالات تؤكد أن حلف شمال الأطلسي كان يعرف أماكن المواقع الباكستانية قبل الهجوم. ويأتي ذلك غداة استبعاد رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني «العمل كالمعتاد» مع الولاياتالمتحدة بعد غارة حلف شمال الأطلسي كما هدد الجيش بتقييد تعاونه في الحرب في أفغانستان. وعلى رغم أن غارة حلف الأطلسي حولت انتباه المنتقدين عن فشل إسلام آباد في ملاحقة المتشددين فإن تصريحات جيلاني أظهرت غضب الحكومة الباكستانية والجيش والضغوط التي يتعرضان لها من جانب الشعب. وقال مسؤولون باكستانيون إن بلاهم ستقاطع مؤتمراً دولياً عن مستقبل أفغانستان يعقد في ألمانيا الأسبوع المقبل احتجاجاً على الهجوم الذي شنته قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان عبر الحدود وأدخل المنطقة في أزمة. واشنطن وأبدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون امس، أسفها لقرار باكستان مقاطعة مؤتمر بون لكنها عبرت عن أملها بتعاون إسلام آباد في المستقبل. وقالت كلينتون خلال مؤتمر صحافي في كوريا الجنوبية: «لن نكسب شيئاً من إدارة ظهورنا لتعاون مشترك مفيد. صراحة من المؤسف أن باكستان قررت عدم حضور مؤتمر بون». وعقّد الحادث الذي وقع يوم السبت على حدود باكستان مع أفغانستان المحاولات الأميركية لتخفيف الأزمة القائمة في علاقات واشنطن مع إسلام آباد وإشاعة الاستقرار في المنطقة قبل انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان. وتستعد الولاياتالمتحدة لتلبية مطالب باكستانية بإخلاء قاعدة جوية نائية في باكستان تستخدمها طائرات من دون طيار لكن مصادر حكومية أميركية قالت إنه من غير المتوقع أن يكون للخطوة تأثير كبير على العمليات ضد المتشددين. وطالبت باكستانواشنطن بترك قاعدة شمسي الجوية في غضون 15 يوماً وأغلقت الطرق البرية التي تمد القوات الأميركية في أفغانستان عبر باكستان. وقالت ثلاثة مصادر طلبت عدم الكشف عن هويتها إن الولاياتالمتحدة تخطط لترك القاعدة وهي منشأة نائية في إقليم بلوشستان الباكستاني.