قال مسؤول رفيع في الجيش الباكستاني ان الغارة الجوية التي شنتها قوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان عبر الحدود وقتلت 24 جنديا باكستانيا كانت عملا صارخا متعمدا من اعمال العدوان. ويشدد هذا التصريح من موقف باكستان من الحادث الذي وقع يوم السبت الماضي وقد يضر بالجهود الرامية الى تحقيق الاستقرار في افغانستان. وقال الميجر جنرال اشفق نديم المدير العام للعمليات العسكرية في إفادة لرؤساء تحرير الصحف المحلية نشرت اليوم الأربعاء ان قوات حلف الاطلسي تم تحذيرها من انها تهاجم مواقع باكستانية لكن المروحيات واصلت اطلاق النار. ونقلت صحيفة ذا نيوز عن نديم قوله في اجتماعه مع رؤساء تحرير الصحف التي جرت أمس الثلاثاء في مقر قيادة الجيش "المعلومات التفصيلية للمواقع كانت بالفعل لدى (قوة المعاونة الامنية الدولية) ايساف بما في ذلك الخرائط المرجعية ومن المستحيل انهم لم يعرفوا ان تلك هي مواقعنا." وشنت طائرات هليكوبتر ومقاتلات هجوما على موقعين عسكريين حدودين في منطقة وزيرستان الشمالية في باكستان يوم السبت الماضي في أسوأ حادث من نوعه منذ ان تحالفت اسلام اباد مع واشنطن في الحرب على المتشددين عام 2001 . ونقل عن نديم قوله ان طائرات الهليكوبتر ظهرت قرب الموقع بعد 15 او 20 دقيقة من منتصف الليل وفتحت النيران وغادرت المنطقة بعد 45 دقيقة. وأضاف ان الطائرات ظهرت مرة أخرى الساعة 0115 بالتوقيت المحلي وهاجمت مجددا لنحو ساعة. وصرح نديم بأنه قبل دقائق من وقوع الهجوم الاول أبلغ سارجنت أمريكي يعمل في مركز اتصالات بأفغانستان ضابطا باكستانيا برتبة ميجر ان القوات الخاصة التابعة لحلف شمال الاطلسي تتعرض لنيران غير مباشرة من موقع على بعد 15 كيلومترا من الموقعين. ونقل نديم عن الضابط الباكستاني قوله ان الباكستانيين قالوا انهم بحاجة لوقت للتأكد وطلبوا التنسيق. ونقلت ذا نيوز عن نديم قوله ان الاتصالات تؤكد ان حلف شمال الاطلسي كان يعرف أماكن المواقع الباكستانية قبل الهجوم. وأمس الثلاثاء استبعد رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني "العمل كالمعتاد" مع الولاياتالمتحدة بعد غارة حلف شمال الاطلسي كما هدد الجيش بتقييد تعاونه في الحرب في أفغانستان. وعلى الرغم من ان غارة حلف الاطلسي حولت انتباه المنتقدين عن فشل اسلام اباد في ملاحقة المتشددين فإن تصريحات جيلاني أظهرت غضب الحكومة الباكستانية والجيش والضغوط التي يتعرضان لها من جانب الشعب. وقال مسؤولون باكستانيون امس الثلاثاء إن باكستان ستقاطع مؤتمرا دوليا عن مستقبل أفغانستان يعقد في المانيا الأسبوع المقبل احتجاجا على الهجوم الذي شنته قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان عبر الحدود وأدخل المنطقة في أزمة. وأبدت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون اليوم الاربعاء أسفها لقرار باكستان مقاطعة مؤتمر بون لكنها عبرت عن أملها في تعاون اسلام اباد في المستقبل. وقالت كلينتون خلال مؤتمر صحفي في كوريا الجنوبية "لن نكسب شيئا من ادارة ظهورنا لتعاون مشترك مفيد. صراحة من المؤسف ان باكستان قررت عدم حضور مؤتمر بون." وعقد الحادث الذي وقع يوم السبت على حدود باكستان مع أفغانستان المحاولات الامريكية لتخفيف الازمة القائمة في علاقات واشنطن مع اسلام اباد واشاعة الاستقرار في المنطقة قبل انسحاب القوات الاجنبية من أفغانستان.