وصلت العلاقة المتوترة بين واشنطن وإسلام اباد إلى مرحلة دقيقة بعد أن هدد رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني بإبرام هدنة مع طالبان باكستان، متهماً أفغانستان بالتعاون بصورة علنية مع الولاياتالمتحدة الأميركية وحلف شمالي الأطلسي وقوات إيساف في العدوان على باكستان وإرسال متسللين يستهدفون الجيش والأجهزة الأمنية في منطقة القبائل حيث تنشر باكستان 162 ألف جندي لضبط الحدود. وقال جيلاني في خطاب في الجلسة المشتركة للجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ( البرلمان) إن الجيش والأجهزة الأمنية يواجهان اليوم النيران من طرفين في آن واحد وهما النيران الأميركية والأطلسية من ناحية ونيران طالبان باكستان التي اتهم ال(سي.آي.أيه) بدعمها سرا بالأموال والأسلحة والتدريب في مخيمات خاصة داخل أفغانستان بالتعاون مع المخابرات الأفغانية. و لوّح جيلاني إلى أن باكستان قد تضطر لتوقيع هدنة مع طالبان إذا استمرت القوات الأميركية والأطلسية والأفغانية في دعمها لطالبان وإن أثر ذلك سلباً على الوضع الأمني في أفغانستان، وتسبب في تعريض القوات الأميركية والأطلسية لمواجهة هجمات أخرى جديدة، مؤكداً أن مصالح باكستان هي المقدمة على كافة مصالح دول العالم الغربي، ولن تساوم باكستان على تلك المصالح الحيوية والإستراتيجية. وفي هذا السياق تستعد الولاياتالمتحدة لتلبية مطالب باكستانية بإخلاء قاعدة شمسي الجوية النائية في إقليم بلوخستان الباكستاني، تستخدمها طائرات أميركية بدون طيار، لكن مصادر حكومية أميركية قالت إنه من غير المتوقع أن يكون للخطوة تأثير كبير على العمليات ضد المتشددين. وتسير واشنطن على حبل مشدود حتى لا تتفاقم علاقتها الهشة مع إسلام أباد والتي ساءت بعد هجوم لحلف شمال الأطلسي على موقع عسكري باكستاني مطلع الأسبوع مما أسفر عن مقتل 24 جنديا باكستانياً بالقرب من الحدود مع أفغانستان. وطالبت باكستانواشنطن بترك القاعدة في غضون 15 يوماً وأغلقت الطرق البرية التي تمد القوات الأميركية في أفغانستان عبر باكستان. وقالت ثلاثة مصادر طلبت عدم الكشف عن هويتها لحساسية الموضوع إن الولاياتالمتحدة تخطط لترك القاعدة الجوية. وذكر مصدر في الحكومة الأميركية أن الولاياتالمتحدة ظلت لشهور تستعد لاحتمال إخلاء القاعدة بزيادة قدرات أخرى لإطلاق الطائرات بدون طيار وتنفيذ هجمات بها. لكن مسؤولين أميركيين قالوا في ذلك الوقت إن الجنود الأميركيين سيبقون في القاعدة وسيستمرون في شن هجمات الطائرات بدون طيار لملاحقة المتشددين. ميدانيا قتل 12 مسلحاً من طالبان وأصيب 7 جنود باشتباكات مع قوات كوماندوز باكستانية في منطقة (موسى زي) بوكالة كورم القبلية المتاخمة للحدود الأفغانية. وقتل الزعيم القبلي حاجي هشم الموالي للحكومة الباكستانية واثنان من رفقائه، أمس، في هجوم استهدفه في مدينة هانغو شمال غربي باكستان. وفي أفغانستان أصيب 3 جنود ألمان بانفجار في ولاية بغلان شمال كابول, تحملت طالبان المسؤولية عنه، وزعم الناطق باسمها ذبيح الله مجاهد أن التفجير أسفر عن مقتل 5 جنود من القوات الأجنبية. واعتقلت القوات الأفغانية والأطلسية قيادياً محلياً في شبكة حقاني في مدينة بلعلم بولاية لوجر دون الكشف عن هويته.