قال مسؤول رفيع في الجيش الباكستاني ان الغارة الجوية التي شنتها قوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان عبر الحدود وقتلت 24 جنديا باكستانيا كانت عملا صارخا متعمدا من اعمال العدوان مما يزيد موقف باكستان تشددا ويضر بالجهود الرامية الى تحقيق الاستقرار في افغانستان.ورفض الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة تلك الاتهامات. وقال لرويترز يوم في مقابلة على متن طائرة حربية أمريكية في طريق عودته إلى واشنطن قادما من زيارة للندن "يمكني القول علنا وبشكل قاطع إنه لم يكن هجوما متعمدا." وكانت باكستان ردت بغضب على الهجوم الذي يهدد محادثات السلام في أفغانستان بانتكاسة بالانسحاب من مؤتمر دولي في ألمانيا يعقد الأسبوع القادم بشأن مستقبل أفغانستان. وتمسكت إسلام آباد بموقفها يوم الأربعاء رغم تطلع ألمانيا إلى أن تتراجع عن موقفها.وفي استمرار لتلك النبرة الغاضبة قال الميجر جنرال اشفق نديم المدير العام للعمليات العسكرية في إفادة لرؤساء تحرير الصحف المحلية نشرت يوم الأربعاء ان قوات حلف الاطلسي تم تحذيرها من انها تهاجم مواقع باكستانية لكن المروحيات واصلت اطلاق النار. ونقلت صحيفة ذا نيوز عن نديم قوله في اجتماعه مع رؤساء تحرير الصحف الذي جرى يوم الثلاثاء في مقر قيادة الجيش "المعلومات التفصيلية للمواقع كانت بالفعل لدى (قوة المعاونة الامنية الدولية) ايساف بما في ذلك الخرائط المرجعية ومن المستحيل انهم لم يعرفوا ان تلك هي مواقعنا."وشنت طائرات هليكوبتر ومقاتلات هجوما على موقعين عسكريين حدودين في منطقة شمال وزيرستان في باكستان يوم السبت الماضي في أسوأ حادث من نوعه منذ ان تحالفت اسلام اباد مع واشنطن في الحرب على المتشددين عام 2001 .ويتزايد الغضب من الهجوم حيث خرج المزيد من الاحتجاجات في باكستان وتبنت افتتاحيات الصحف مواقف متشددة. ونقل عن نديم قوله ان طائرات الهليكوبتر ظهرت قرب الموقع بعد 15 او 20 دقيقة من منتصف الليل وفتحت النيران وغادرت المنطقة بعد 45 دقيقة. وأضاف ان الطائرات ظهرت مرة أخرى الساعة 0115 بالتوقيت المحلي وهاجمت مجددا لنحو ساعة. وصرح نديم بأنه قبل دقائق من وقوع الهجوم الاول أبلغ سارجنت أمريكي يعمل في مركز اتصالات بأفغانستان ضابطا باكستانيا برتبة ميجر ان القوات الخاصة التابعة لحلف شمال الاطلسي تتعرض لنيران غير مباشرة من موقع على بعد 15 كيلومترا من الموقعين. ونقل نديم عن الضابط الباكستاني قوله ان الباكستانيين قالوا انهم بحاجة لوقت للتأكد وطلبوا التنسيق. ونقلت ذا نيوز عن نديم قوله ان الاتصالات تؤكد ان حلف شمال الاطلسي كان يعرف أماكن المواقع الباكستانية قبل الهجوم.ولكن ديمبسي قال متسائلا "ما الذي يمكن أن نجنيه من مهاجمة موقع حدودي باكستاني؟" ولكنه رفض الخوض في تفاصيل تحقيق يجريه الجيش الأمريكي في الحادث. ووزع الجيش الباكستاني شريط فيديو على وسائل الإعلام يوضح ما يقول الجيش إنه كان الموقعين الحدوديين الباكستانيين حيث توجد كتل خرسانية كبيرة مموهة بأسلاك معدنية وقماش في موقعين منعزلين. وأظهر الفيلم الذي التقط من طائرة هليكوبتر خنادق استحكامات لمدافع مورتر على ما يبدو محاطة بصخور. وعلى الرغم من ان غارة حلف الاطلسي حولت انتباه المنتقدين عن فشل اسلام اباد في ملاحقة المتشددين فإن تصريحات جيلاني أظهرت غضب الحكومة الباكستانية والجيش والضغوط التي يتعرضان لها من جانب الشعب. وقالت وزيرة الخارجية الباكستانية هنا رباني لتلفزيون دون نيوز "إن باكستان لم تكن تنوي قطعا العمل ضد بقية العالم."ولكن يتعين على بقية العالم أيضا أن يفهم أنهم إذا دفعوا باكستان إلى هذه الزاوية وانتهكوا الخطوط الحمراء فإنهم ينكرون بالتالي أسس الشراكة." وسيحرم قرار إسلام آباد بمقاطعة اجتماع بون الذي يعقد الأسبوع القادم المحادثات من لاعب رئيسي قادر على دفع متشددي طالبان إلى عملية السلام مع استعداد قوات حلف شمال الأطلسي لمغادرة أفغانستان بنهاية عام 2014 .وفي برلين قال أندرياس بيشكه المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية إن باكستان لم تنسحب رسميا بعد وإن لإسلام آباد "مصلحة كبيرة" في أن يحرز الاجتماع نجاحا. وبعد دقائق قال مسؤول في وزارة الخارجية في إسلام آباد إن قرار الثلاثاء بمقاطعة الاجتماع "قرار نهائي."وأبدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أسفها لقرار باكستان مقاطعة مؤتمر بون لكنها عبرت عن أملها في تعاون اسلام اباد في المستقبل.وعقد الحادث الذي وقع يوم السبت على حدود باكستان مع أفغانستان المحاولات الامريكية لتخفيف الازمة القائمة في علاقات واشنطن مع اسلام اباد واشاعة الاستقرار في المنطقة قبل انسحاب القوات الاجنبية من أفغانستان.