انتقد أكاديمي، ضعف التثقيف في المجالات الصحية، ويرى أنه في حال توفره «يقلص أو يمنع الكوارث»، مشيراً إلى الحوادث التي حصلت أخيراً، في مدينتي الدماموجدة. وقال رئيس قسم طب الأسرة والمجتمع في جامعة الدمام الدكتور سميح الألمعي: «إن واجبنا كوسط أكاديمي، إن نثقف المجتمع ليتلافى هذه الحوادث». ودشنت جامعة الدمام، أمس، معرض التثقيف الصحي «دقائق تصنع الفارق»، الذي نفذه 80 طالباً وطالبة من كلية الطب في جامعة الدمام، ويحوي 18 ألف مطوية، مُستقاة من مراجع علمية «موثقة» من منظمة الصحة العالمية، بإشراف أساتذة من الجامعة. وقال الألمعي: «إن توعية المجتمع تتم من طريق المعارض، التي تقام في الأماكن العامة، مثل الأسواق، والمجمعات التجارية، والملاعب الرياضية، وتوزيع المطويات، التي تُعرّف الناس بكيفية التعامل مع الحوادث، بالطريقة الصحيحة، وتنبيههم إلى بعض الوسائل المتاحة، من الأجهزة الحكومية والخدمات الصحية، للتعامل مع هذه الحوادث، وكيفية الاتصال بالإسعاف، والدفاع المدني، وغيرها من الجهات، في حال وقوع هذه الحوادث»». واستشهد بما حصل في حريق مدرسة البنات في جدة، الذي وقع الأسبوع الماضي، إذ «شكا الدفاع المدني، من تجمهر أولياء الأمور حول المدرسة، ما عرقل عمليات الإنقاذ». وأضاف «يحذر هذا المعرض، الجمهور من التجمهر، الذي يعتبر من أكبر العراقيل التي تعيق عملية الإنقاذ»، مؤكداً حرصهم في المعرض على «التركيز على الأخطار العامة في شكل عام، التي من شأنها أن تؤثر على المجتمع، وكيفية التعامل مع حوادث السيارات، ونقل المصاب في الشكل السليم، لأن النقل بطريقة خاطئة، قد يضاعف الإصابة، ويصيبه بشلل رباعي. وهذا ما نحذر منه في وقوع الحوادث». ولفت إلى أهمية «التثقيف حول كيفية التعامل مع الحريق، وبخاصة مع دخول فصل الشتاء فالكثير من الناس يشعلون الفحم للتدفئة، ويهملون وجوده في الغرفة، على رغم خطورته على الحياة، لأنه ينتج عن الفحم أول أكسيد الكربون، الذي ليس له رائحة، فلا ينتبه له الشخص، وينام ويتركه مشتعلاً في مكان مغلق، ما يؤثر عليه، ويصل به إلى الاختناق». وتطرق إلى خطورة المناطق الصناعية، مشيراً إلى ما عاشته الدمام، خلال حادثة التسرب من أحد المصانع في المدينة الصناعية. وقال: «هذه الحادثة قد تحصل في كل دول العالم، ولكن ظهر أن لدينا نقصاً في التوعية، حول كيفية التعامل مع مثل هذه الحوادث، فعلى رغم الرسائل النصية، والقنوات الإذاعية، التي حذرت من الخروج، والتزام البقاء في البيوت، وتعليق الدراسة. ولكن لاحظنا وجود الأطفال والشباب في الخارج، يلعبون ويتنزهون. وهذه تصرفات خاطئة جداً، تؤثر على حياتهم». بدوره، أكد المشرف على المعرض الدكتور شاهر الشهري، أنه يقام «لإيماننا بأهمية النفس البشرية»، مبيناً أنه «يسلط الضوء على موضوعات تهتم في التثقيف الصحي، وكيفية التعامل مع الحالات الطبية الطارئة من مجالات عدة، والتوعية الفعلية للجمهور وزوار المجمع، وذلك لخدمة المجتمع، وإيصال رسالة صحية من خلال المعرض». وأشار الشهري، إلى أن هذا المعرض، الذي افتتحه مدير جامعة الدمام الدكتور عبدالله الربيش، يأتي ضمن «سلسلة برامج صحية ينفذها قسم طب الأسرة والمجتمع، لتوعية الجمهور من خلال ثماني أركان، هي: التعليم الطبي التفاعلي، بكيفية التعامل مع الحالات الطارئة، والكسور والرضوض، والإصابات المنزلية، مثل: الحروق، والجروح، والتسمم الغذائي، وطوارئ الجهاز الهضمي، ونوبات الربو، وأخطار المصانع الكيماوية، والإغماءات، والحوادث المرورية». خبيرة «عالمية» تتحدث عن «حشوات أسنان الأطفال»