فيما يرتدي أنصار الأهلي هذه الأيام ثوب التفاؤل بمستقبل فريقهم الكروي، هناك على الطرف الآخر يرتدي أنصار الاتحاد نظارة تشاؤمية سوداء، وكأن حال أنصار القطبين يشير إلى انتهاء ربيع الاتحاد وبدء إشراقة ربيع الأهلي. من حق أنصار كل فريق التفاؤل بالمستقبل أو الاحتكام للصبر والانتظار لمرحلة جديدة، المؤشرات الأولية تقول إن الأيام مداولة، وإن الاتحاد الذي كتب الأسطر الذهبية لبداية تاريخ الحركة الرياضية السعودية سلَّم بعدها الراية للأهلي الذي صال وجال وحقق الألقاب الثمينة، فتمت تسميته بقلعة الكؤوس لكثرة الكؤوس التي ضاقت بها دواليبه، هكذا كان «الربيع» يتنقل بين القطبين حسب رياح البذل والعطاء وظروف أخرى. الأهلي الذي صنع أفضل توليفة رياضية في زمنه الذهبي تربَّع على القمة محلياً، وأمسك بصولجان المتعة والتشويق، وصنع له قاعدة جماهيرية راقية، أفل نجمه فجأة بتساقط هذه الأوراق الفنية التي قادها جيل العمالقة، وتسلَّم المهمة الاتحاد الذي عاد بعد غيبوبة استمرت حوالي عشرين عاماً، وأتت إطلالة الاتحاد بكأس ولي العهد بهدف أحمد جميل في مرمى الاتفاق، ثم توالت النجاحات بالرباعية ثم الثلاثية التاريخية، ووصل الفريق ذروة النجاح بتحقيقه بطولة أندية آسيا في نسختين متتاليتين 2004 و2005 مع بطولات عربية وخليجية ومحلية. الآن يبدو والله أعلم أن ربيع الاتحاد ولّى بتساقط نجومه الكبار، وفي مقدمتهم اللاعب الفذ محمد نور الذي بدأ يكتب على سطر ويترك سطراً، وسيلحق به بقية اللاعبين الكبار في السن الذين لا يستطيعون أخذ زمنهم وزمن غيرهم وهذه سنة الحياة، وأقبل ربيع الأهلي بمجموعة شابة موهوبة قد تعيد الزمن الجميل لفرقة الرعب التي غابت كثيراً عن بطولة الدوري وصلت لثلاثة عقود ونيف، وهذه فترة طويلة وطويلة جداً على فريق عملاق مثل الأهلي. الاتحاد يستطيع الاحتفاظ بجزء من فصل «الربيع» المزهر بتقديم وجوه شابة هذا الموسم مهما كانت النتائج، والأهلي يستطيع استثمار هذا المنتج القادم من الأكاديمية الذي سيصنع الفارق الفني مع الأندية الأخرى، ويغنيهم عن ذل مفاوضات ومساومات أنصاف وأرباع اللاعبين. بين القطبين الاتحاد والأهلي فصل ربيع مزهر وممتع لمن يعمل بعقلية احترافية، ومقذع ومعتم لمن ينتظر فتات موائد الأندية الأخرى، وعكاز المسنين. * كاتب سعودي. [email protected]