أكد وزير النقل العراقي السابق سلام المالكي في تصريح إلى «الحياة»، أن مشروع «ميناء الفاو الكبير» في محافظة البصرة (490 كيلومتراً جنوب بغداد) لم تتضح ملامحه بعد، لأن الوزراء المتعاقبين على وزارة النفط يغيرون مخططاته بين الحين والآخر. وأوضح أن «فكرة إنشاء الميناء كانت تتمثل في مد لسان صخري داخل الخليج يضم مئة رصيف، ومنشآت أخرى تكفي لجعله من أهم الموانئ في آسيا. إلا أن وزير النقل السابق عامر عبد الجبار غيّر هذا التصميم ووضع مخططات كي يكون الميناء على أرض منطقة الفاو، مطلاً على الخليج من دون اللجوء إلى مد لسان صخري. وتابع: «لكن بعد تسلم الوزير الحالي هادي العامري وزارة النقل، فقد يتغير التصميم مجدداً». وأوضح أن المشروع كان عبارة عن فكرة وُضعت بعد الحرب العالمية الثانية لكنها بقيت قيد الإنجاز لغاية منتصف سبعينات القرن الماضي، لكن الحرب العراقية - الإيرانية (1980 - 1988) أجهضت المشروع، وأعيد التفكير فيه بعد خلع الرئيس السابق صدام حسين عام 2003، حيث أعلن عن إعادة تبنّي المشروع عام 2004، لكن ملامحه لم تكتمل حتى الآن. وأشار نائب «التحالف الوطني» عن البصرة جواد البزوني في حديث إلى «الحياة»، إلى أن الحكومة لم تخصص إلى هذه اللحظة موازنة إنشاء ميناء الفاو الكبير ضمن موازنة عام 2012، علماً أن الميناء يحتاج إلى ثلاث سنوات ليبدأ العمل. وأضاف: «الحكومة المحلية في البصرة طالبت بتحميل الموازنة العامة كلفة المشروع، لكن الحكومة المركزية لم تستجب بعد». وأوضح الكابتن البحري حامد محمد، الذي يعمل في الموانئ العراقية منذ 30 سنة، أن «التصميم الحالي للميناء هو على أرض منطقة الفاو وليس داخل الخليج العربي، ولا يعبر عن فكرة مشروع عملاق» مشيراً إلى أنه سيظهر كمجموعة من الأرصفة وليس ميناءً سيغيّر خريطة النقل بين شرق آسيا وجنوب أوروبا.