طالبت حكومة البصرة المحلية بإقرار موازنة خاصة، خارج الموازنة التي تصرفها لها الحكومة المركزية في بغداد سنوياً، لتنفيذ مشروع ميناء الفاو الكبير، وذلك من خلال إقرار البرلمان المبلغ المطلوب في موازنة العام المقبل. وقال رئيس مجلس المحافظة صباح البزوني ل «الحياة»، إن «على مجلس النواب تضمين موازنة العام المقبل مبالغ خاصة للبدء الفعلي في تنفيذ ميناء الفاو، وألاّ يكتَفى بتضمينها مبالغ البناء الأولية». وأضاف أن «مجلس المحافظة يعتبر المشروع إنجازاً يجب أن يتحقّق من موازنة البلاد وليس عبر الاستثمار، كما هو مُفترض حالياً»، موضحاً أن «للبرلمان الرأي الفاصل في ذلك، من خلال عدم إقرار الموازنة العامة ما لم تتضمّن موازنة خاصة للمشروع». وقال: «في حال عجزت الحكومة الاتحادية عن تنفيذ المشروع أو إحالته إلى شركة عالمية متخصصة خلال مدة أقصاها ثلاثة أشهر، لن يكون أمام الحكومة المحلية سوى إحالته عن طريق الاستثمار، خصوصاً أن عشرات الشركات العالمية تقدّمت بعروض لتنفيذه، وبمُدد زمنية تنافسية». وكانت الحكومة العراقية قدمت موازنة عام 2012 بمبلغ 120 بليون دولار، وبعجز يصل إلى 20 بليوناً، لكن اعتراضات على حجم العجز استدعت إعادة الموازنة إليها لدراستها. التصميمات وأعلن المدير العام للموانئ العراقية عمران راضي قرب انتهاء شركة تركية من وضع التصميمات الأساسية لمشروع ميناء الفاو الكبير، وتسليمها نهاية هذا الشهر ليبدأ التنفيذ. وقال ل «الحياة» إن «أكثر من 100 شركة عالمية تقدّمت بطلبات إلى وزارة النقل والى الحكومة المركزية لتنفيذ هذا المشروع الضخم الذي من شأنه أن يغير خريطة العراق الاقتصادية، خصوصاً أن 30 في المئة من الطريق الخدمي المؤدي إليه أُنجز». وأعلنت وزارة النقل نهاية الشهر الماضي أنها اتفقت مع وزارة المال على تخصيص 95 مليون يورو، من ضمن موازنة العام المقبل، لبناء المرحلة الأولى من المشروع. وانتقد النائب عن «ائتلاف دولة القانون» منصور التميمي آلية العمل في بناء الميناء، معتبراً أن «العمل لا يرتقي إلى مستوى المسؤولية». وقال ل «الحياة» إن «المسؤولين عن الميناء لا يملكون أبسط الآليات الخاصة ببناء مشروع ضخم كهذا، إذ يجب تخصيص أموال من عائدات النفط للميناء، فالمرحلة الأولى للبناء تحتاج إلى ثلاثة بلايين دولار». ولم يشرع العراق في تنفيذ المشروع على رغم وضع حجر الأساس في نيسان (أبريل) 2010، أي قبل سنة من إعلان الكويت بدء بناء ميناء مبارك، المثير للجدل بين الجانبين.