تراجعت أسعار الشعير خلال الأسبوعين الماضيين بأكثر من 5 في المئة، إذ هبط سعر الكيس من 40 إلى 38 ريالاً، وسط تراجع الطلب وتوقعات بمزيد من التراجع خلال الأشهر المقبلة، بنسبة تتجاوز 15 في المئة ما كبد مخزني الشعير خسائر كبيرة، فيما ظلت أسعار الأعلاف المصنعة (الوافي) عند سعرها السابق البالغ نحو 42 ريالاً للكيس الواحد. وجاء هذا التراجع عقب عدد من التطورات التي شهدتها سوق الشعير، وكان من أهمها صدور قرار مجلس الوزراء المتعلق بالتصدي لارتفاع أسعار الشعير التي شهدتها السوق أخيراً، وتوافر مخزون مناسب من الشعير لضمان الإمدادات الكافية، والعمل على كسر الاحتكار من التجار وفتح المجال للاستيراد لمن يرغب في ذلك. وقال تاجر الشعير عبدالله التويجري ل«الحياة» إن «التراجع جاء نتيجة لتوافر الشعير في الأسواق بكميات كبيرة تلبي طلب جميع موزعي ومربي الماشية في المملكة، إضافة الى ان ازمة الشعير التي شهدتها الأسواق قبل رمضان جعلت الكثير من مربي الماشية والمتعاملين في السوق السوداء يشترون كميات كبيرة ويعملون على تخزينها للاستفادة منها في حال حدوث أزمة اخرى، إلا أن التراجع في الاسعار إلى 38 ريالاً للكيس الواحد كبدهم خسائر كبيرة، وأسهم ذلك في استقرار الطلب على الشعير في السوق». وأوضح أنه على رغم تضخم أسعار الشعير خلال الفترة الماضية التي وصلت الى اكثر من 100 ريال للكيس في بعض المناطق، الا ان المؤشرات كانت تؤكد ان ذلك كان نتيجة لأزمة مفتعلة وسوق سوداء أسهمت في رفع الاسعار، ما أدى إلى تذمر مربي الماشية، إذ رأوا في حينه أن «الرقابة ضعيفة»، وطالبوا وزارات الزراعة والتجارة والمالية بسرعة إنهاء تلك الازمة التي تهدد بارتفاعات كبيرة ومستمرة بعد خروج عدد من كبار التجار من سوق الشعير وسوق الماشية. من جهته، قال البائع في سوق الشعير جنوبالرياض حسن محمد إن سوق الشعير حالياً تشهد استقراراً في الطلب وتراجعاً في الأسعار، ومن المتوقع ان تتراجع الاسعار الى 35 ريالاً للكيس الواحد على المدى القصير، خصوصاً في ظل عدم توافر كميات كبيرة من الماشية في السوق، اضافة الى قرب موسم الامطار في كثير من مناطق المملكة. ولفت الى ان الطلب على الاعلاف الخضراء والمصنعة «الوافي» يشهد نمواً كبيراً، إذ لم تتراجع أسعار تلك الأعلاف وظلت عند مستوياتها السابقة التي تقدر بنحو 40 ريالاً ل«الوافي» و25 ريالاً لحزمة العلف الاخضر، على رغم تذبذب سعر العلف الأخضر من وقت إلى آخر. ويقول تاجر الأغنام محمد بن علي، إن ارتفاع أسعار الشعير خلال الأشهر الماضية تسبب في ارتفاع أسعار الأغنام، وبالتالي عدم توافرها في السوق بشكل كاف، خصوصاً من النعيمي والنجدي التي وصل سعرها في عيد الأضحى إلى أكثر من 2000 ريال. وأكد أن الاغنام اصبحت تستهلك كميات كبيرة من الشعير، ما جعل الكثير من مربي الماشية يبيعون ما لديهم من اغنام ويخرجون من السوق بسبب الارتفاعات التي شهدتها سوق الشعير في الفترة الماضية. وتوقع علي أن تشهد السنة الجديدة استقراراً في أسعار الشعير وفي الطلب، خصوصاً أن السوق تتوافر فيها كميات كبيرة من الشعير مع تراجع كبير في أعداد الماشية، ومن المتوقع ان تشهد السوق خلال الأشهر المقبلة انخفاضات كبيرة في الأسعار قد تصل إلى 15 في المئة، مع استمرار تدفق الشعير من الموانئ بهدف إغراق السوق.