سجّلت أسعار الأعلاف والشعير تراجعاً ملحوظاً في أسواق الرياض بلغت نسبته خمسة في المئة، وهبط سعر الكيس من 40 ريالاً إلى 38 ريالاً، وسط توقعات باستمرار التراجع خلال الشهر المقبل إلى أقل من 37 ريالاً للكيس، فيما انخفضت أسعار الأعلاف الخضراء إلى أقل من 15 ريالاً للحزمة من 20 ريالاً قبل شهر من الآن، وبنسبة 25 في المئة. وعزا مستثمرون وعاملون في السوق خلال حديثهم إلى «الحياة» تراجع الأعلاف والشعير إلى توافر كميات كبيرة من الشعير والأعلاف الخضراء والمصنعة (الوافي) الذي حافظ على سعره بنحو 42 ريالاً للكيس الواحد، مؤكدين أن الطلب عليها يشهد تراجعاً كبيراً، خصوصاً بعد انتهاء موسم الحج وهطول الأمطار على كثير من مناطق المملكة، ما جعل أصحاب المواشي يعتمدون على المراعي لعلف أغنامهم، في الوقت الذي تتوافر في السوق كميات كبيرة. وقال أحد البائعين في سوق الشعير والأعلاف في الرياض حسن محمد، إن أسعار الشعير شهدت تراجعاً خلال الشهرين الماضيين، إذ وصل سعر كيس الشعير إلى 38 ريالاً من سعر 40 ريالاً التي ثبت عليها منذ موسم الحج، موضحاً أن المؤشرات تؤكد أن سعره سيتراجع خلال الشهر المقبل إلى 37 ريالاً، مما سيكبد مستثمري الشعير خسائر كبيرة. وحول العوامل التي أسهمت في تراجع السعر، ذكر أن من أهمها «تراجع الطلب وتوافر كميات كبيرة من الشعير في السوق، إضافة إلى قرار الدولة بفتح الاستيراد للشعير وكسر الاحتكار، والتصدي لمن يرفع الأسعار، كل ذلك أسهم في استقرار السوق وتراجع الأسعار، مع توافر مخزون كبير من الشعير بما يضمن الإمدادات الكافية للسوق». وأشار إلى أن السوق تشهد يومياً دخول أكثر من أربع شاحنات محملة بالشعير، ما رفع حجم المخزون لدى كثير من محال البيع، وأسهم بشكل كبير في تراجع الأسعار، خصوصاً أن هناك معلومات تؤكد أن كميات كبيرة من الشعير في الميناء. من جهته، قال تاجر الأغنام مخلف العنزي، إن السوق تتوافر فيها كميات كبيرة من الشعير، نتيجة تراجع الطلب من أصحاب الأغنام بسبب توافر المراعي بعد هطول الأمطار خلال الشهرين الماضيين على مختلف مناطق المملكة، متوقعاً أن تكفي الكميات الكبيرة المتوافرة في السوق الطلب خلال العام الحالي. ولفت إلى أنه على رغم وجود طلب على الشعير، إلا أن قرب دخول فصل الربيع، وتوافر العشب في كثير من مناطق المملكة سيؤديان إلى تراجع أسعار الشعير إلى أقل من 37 ريالاً خلال الأشهر المقبلة. وأكد أن أزمة الشعير التي شهدتها الأسواق قبل رمضان، جعلت الكثير من مربي الماشية والمتعاملين في السوق السوداء يشترون كميات كبيرة، ويعملون على تخزينها للاستفادة منها في حال حدوث أزمة أخرى، إلا أن تراجع الأسعار إلى 38 ريالاً للكيس الواحد ساهم في استقرار الطلب على الشعير في السوق. وذكر تاجر الأعلاف أبو ناصر السبيعي، أن أسعار الأعلاف الخضراء وصلت قبل شهر إلى أكثر من 20 ريالاً للحزمة الواحدة، إلا أنه وخلال مدة قصيرة تراجعت الأسعار إلى أقل من 15 ريالاً للحزمة، نتيجة تراجع الطلب من كثير من أصحاب المواشي، لافتاً إلى أن كثيراً من تجار الأعلاف الذين اشتروا بأسعار مرتفعة تكبدوا خسائر كبيرة بسبب تراجع الأسعار. وذكر أن المؤشرات تؤكد أن الأسعار ستنخفض خلال الأشهر المقبلة إلى أقل من 13 ريالاً للحزمة، نتيجة توافر كميات كبيرة في السوق، إضافة إلى توافر المراعي بعد هطول الأمطار، كما أن الكميات الموجودة في السوق تزيد على الطلب، خصوصاً مع توافر كميات كبيرة من الأعلاف المصنعة والشعير تزيد على حاجة السوق. يذكر أن السعودية تستورد نحو 7.5 مليون طن شعير، بما يعادل 50 في المئة من حجم الشعير المتاح للتصدير في العالم الذي يراوح بين 15 و 16 مليون طن.