اشتكى تجار من تجفيف السوق من الأعلاف المركبة، وقالوا ل«الحياة»، إنه لا تتوافر كميات كافية منها بسبب الطلب الكبير عليها، والذي زاد بنسبة 20 في المئة عقب ارتفاع أسعار الشعير الأوروبي والأسترالي إلى 53 ريالاً للكيس الواحد في الوقت الذي تخوف فيه كثير من مربي الماشية من أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار تلك الأعلاف كما حدث في منتج الشعير. وقال تاجر الشعير عبدالله التويجري: «سوق الأعلاف تشهد عملية تجفيف كبيرة ولا تتوافر كميات كافية في السوق، خصوصاً عقب ارتفاع أسعار الشعير، ويرجع ذلك إلى إقبال مربي الماشية عليها»، لافتاً إلى أن مثل هذا التوجه يؤدي دائماً إلى رفع الأسعار التي سيكون لها أثر سلبي في أسعار المواشي مع دخول موسم الحج وعيد الأضحى المبارك. وأكد أن الشركة المصنعة للأعلاف كانت تزود السوق بكميات كبيرة خلال الفترة الماضية، ولكن مع ارتفاع الطلب عليها تراجعت الكميات، وأصبح لا يصل السوق إلا عدد محدود من الشاحنات المحملة بأكياس الأعلاف والتي لا يتجاوز عددها خمس شاحنات بعد أن كان يصل عددها في الأشهر الماضية إلى أكثر من 100 شاحنة في اليوم الواحد. بيد أن رئيس لجنة الأعلاف في غرفة الرياض مدير شركة أراسكو المصنعة للأعلاف (وافي) الدكتور عبدالملك السحيمي، طمأن المستهلكين مربي الماشية، وقال إن «السعر لن يرتفع، وهناك فريق يقوم بمتابعة الموزعين في السوق ولن نسمح برفع الأسعار والمضاربات على المنتج، وسيتم اتخاذ قرارات صارمة ضد من يقوم بذلك، وسيتم وضعه على القائمة السوداء». وأوضح أن الشركة تنتج حالياً بكامل طاقتها الإنتاجية بهدف تلبية حاجات السوق التي سجلت ارتفاعات كبيرة بلغت 20 في المئة عقب ارتفاع أسعار الشعير، وأنها توفر للسوق يومياً ما بين 50 إلى 60 ألف كيس. وعزا السحيمي السبب الرئيسي للطلب المرتفع على العلف المصنع إلى «جودته وليس بسبب ارتفاع أسعار الشعير»، مشيراً إلى أن الشركة تستحوذ على أكثر من 15 في المئة من حجم سوق الأعلاف المركبة في المملكة على رغم أن وجودها في السوق لا يتعدى ثلاث سنوات». وأشار إلى أن الطلب المرتفع على العلف تسبب في عدم توافره في السوق في ظل عدم استطاعة الشركة تلبية حاجات السوق الكبيرة حالياً، ما جعلها تتجه إلى زيادة حجم الإنتاج إلى أربعة ملايين طن سنوياً، منها ثلاثة ملايين طن للأعلاف، وبذلك ستتمكن خلال سنة ونصف السنة من الاستحواذ على 40 في المئة من حجم سوق الأعلاف المركبة في المملكة. وأضاف السحيمي أن الشركة توزع يومياً في المملكة أكثر من 110 شاحنات، وتخطط لتوسعة مصانعها في كل من الدمام والخرج، لافتاً إلى أن ارتفاع الطلب على الأعلاف عموماً، والمركبة خصوصاً سيسهم في تراجع أسعار الماشية، خصوصاً أن سعره مناسب جداً بعكس أسعار الشعير المرتفعة، والتي تحتاج إلى خلطها مع البرسيم، وبذلك ستكون الكلفة مرتفعة بعكس الأعلاف المركبة. من جهته، قال تاجر الأغنام محمد بن علي، إن سوق الشعير والأعلاف تشهد تذبذباً كبيراً من فترة إلى أخرى، وكذلك تشهد عملية تجفيف، خصوصاً للأعلاف المركبة، ما يؤكد أن هناك ارتفاعاً في الأسعار خلال الفترة المقبلة. وبين أن «الطلب على الأعلاف المصنعة شهد نمواً كبيراً تجاوز 20 في المئة، خصوصاً أن سعر الكيس يباع ب35 ريالاً بعكس الشعير الذي تجاوز 53 ريالاً للكيس الواحد»، مشدداً على عدم توافر أعلاف مركبة في السوق حالياً في ظل الطلب المرتفع، وأبدى تخوفه من أن يكون ذلك بداية لرفع السعر مثل الشعير. وأشار إلى أن الرقابة على السوق ضعيفة وغير كافية في ظل الارتفاعات اليومية في الأسعار، وتوقع أن يشهد موسم حج هذا العام ارتفاعاً كبيراً في أسعار المواشي بسبب زيادة أسعار الشعير وقلة المواشي التي من المتوقع أن تتجاوز أسعارها 1700 ريال للرأس الواحدة.