كان حلم غالبية الشعراء في الخليج الظهور بقصيدة في مجلةٍ شعبية، بعضهم حقق أحلامه، وآخرون فشلوا في تحقيقها، واندثروا مع إبداعاتهم، وتركوا الشعر. المجلات الشعبية قبل 15 عاماً وصل عددها إلى عشرات المطبوعات وكانت تتسيد المجال الإعلامي، وأعدادها لا تتوافر في السوق بعد يومين من نزولها في المحال، وتاريخ إصدارها يعرفه عدد كبير من الشباب السعودي، كونها تحمل في طياتها طابعاً أدبياً وفكرياً يبحث عنه المهتمين بالقراءة، بيد أنها الآن لم يتبق منها سوى خمس مجلات فقط، غير منتظمة في مواعيد الصدور. زمن المجلات الشعبية استمر لأعوام، بل سيطر على الساحة الشعرية، واستطاع القائمون على تلك المطبوعات التحكم بظهور الشعراء، واختيار النجوم، حتى إن مبدعيها لا يزالون في الذاكرة، لكنه توقف قبل أعوام عدة، وأصبحت رياح الشعراء تجري بما لا يشتهي رؤساء التحرير في المجلات الشعبية، إلى أن أصبحت هذه المطبوعات بلا قيمة، وتصدر في الأسواق، ولا أحد يبحث عنها، لا سيما بعد ظهور القنوات الشعبية، واتجاه الشعراء إلى مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، و«تويتر». يقول أحد مسؤولي التحرير في مجلة شعبية (فضل عدم ذكر اسمه): «كانت المجلات الشعبية هي المنتج الأول للشعراء، والقصائد، فالشاعر الذي لا ينشر له من خلالها قصيدة يعتبر غير موجود، إذ إنني كنت معروفاً ومهماً لدى رواد الساحة الشعبية، أما الآن فلا أهمية لي ولا لمجلتي التي أعمل بها»، لافتاً إلى أن عدداً كبيراً من الشعراء يرفض حالياً النشر في المجلات بحجة أنها غير متابعة تماماً. وأضاف أن السبب في توقف معظم المجلات الشعبية يعود إلى انتشار وسائل الاتصال الحديثة، بحيث يستطيع أي شاعر أن ينشر قصيدته، خصوصاً أن المجلات تعاني من عزوف قرائها لها. ... ومؤسسوها ابتعدوا عن «الساحة»