تل أبيب، طهران – رويترز، أ ف ب – هددت ايران أمس، بأنها ستحوّل تل أبيب «جحيماً» إذا شنت اسرائيل هجوماً على منشآتها النووية، فيما واجه وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك عاصفة انتقادات في الدولة العبرية، بسبب قوله إنه كان سيسعى الى امتلاك سلاح ذري لو كان إيرانياً. وكان باراك قال لشبكة التلفزيون الأميركية العامة (بي بي أس) رداً على سؤال هل سيسعى الى امتلاك سلاح نووي لو كان مكان الايرانيين: «على الأرجح. لا أخدع نفسي بأن أقول إنهم يفعلون ذلك فقط بسبب اسرائيل. إنهم ينظرون حولهم ويجدون ان الهند قوة نووية والصين نووية وباكستان نووية، ناهيك عن روسيا». وأشار إلى برامج نووية سرية في دول عربية، مثل العراق سابقاً، وفي اسرائيل. لكن باراك اعتبر لاحقاً أن تصريحاته التي أدلى بها بالانكليزية أُسيء فهمها جزئياً. وقال لإذاعات اسرائيلية خلال زيارته كندا: «لم أقلْ ذلك أبداً. كنت أُجيب عن سؤال هل يؤيد الايرانيون البرنامج النووي (لبلادهم)، واكتفيت بالقول: ربما، لا أعرف». لكن معلّقين اسرائيليين شبهوا تصريحات باراك بتأكيده أثناء استعداده لترشيح نفسه للانتخابات عام 1998، أنه لو كان فلسطينياً لانضم إلى تنظيم متشدد. ونفى باراك حينذاك اتهامات بأنه يبرر «الإرهاب». واثار تصريح باراك للشبكة الأميركية عاصفة انتقادات في اسرائيل، إذ اعتبر النائب زفولون أورليف، أن «ثرثرة وزير الدفاع تعكس انعدام مسؤوليته، وتضرّ بقدرة اسرائيل على إحباط التهديد النووي الايراني»، داعياً رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الى أن يأمره بالصمت. أما النائب يوئيل حسون، فأعرب عن «ذهوله لأن باراك يتصرف بوصفه معلقاً ومتفرجاً، وليس مثل شخص مسؤول عن أمن الاسرائيليين»، فيما قال النائب غيلان غيلون ساخراً: «لو كان باراك فلسطينياً لانضم الى حركة حماس، ولو كان ايرانياً لطوّر سلاحاً نووياً. لحسن الحظ انه ليس اسرائيلياً، لكان أراد أن يصبح وزيراً للدفاع». أتى ذلك فيما أوردت صحيفة «هآرتس» أن باراك ووزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان ألغيا مشاركتهما في مؤتمر ينظمه معهد «صبان» في واشنطن، لتجنب الحديث علناً عن الملف النووي الايراني. لاريجاني في نيويورك، اعتبر رئيس «المجلس الأعلى لحقوق الانسان» في ايران محمد جواد لاريجاني، ان أي هجوم عسكري على بلاده سيكون «أحمق»، مشدداً على أن رد طهران سيكون «مميتاً ولا يمكن التكهن به». وحضّ لاريجاني، وهو مستشار لمرشد الجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي، «الغرب على الاعتراف بأن ايران بلد نووي، وتدمير منشآتها الذرية لا ينهي شيئاً، إذ انها قادرة على إعادة بنائها». أما النائب الايراني البارز برويز سروري، فاعتبر أن «اسرائيل لا تجرؤ على شن هجوم على ايران»، وقال: «المسؤولون الاسرائيليون لن يرتكبوا مطلقاً خطأً استراتيجياً مشابهاً، وسنحوّل تل أبيب جحيماً وكومة أوساخ» اذا نفذوا ذلك. في غضون ذلك، أوردت صحف ايرانية أن الانفجار الذي هزّ قاعدة ل «الحرس الثوري» الأسبوع الماضي قد أسفر عن مقتل 36 شخصاً، وليس 17 كما أعلنت السلطات.