توقع اختصاصيون نفسيون ومستشارون في الشأن الاجتماعي أن تسهم مشاريع تصريف مياه السيول والأمطار التي أعلن عنها أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل في «طمأنة» سكان جدة، وتخفيف حدة «تكرار معايشتهم الصدمة» خصوصاً بعد طرق موسم الأمطار أبواب المحافظة. وعرفوا «تكرار العيش في الصدمة» بأنها من الأعراض التالية للصدمة وهي أن يعيش الشخص التجربة مراراً بعدها، بمعنى أنه يتذكرها كثيراً، إذ يسمع أصوات المياه الجارية في الطرقات وأصوات الرعد والناس وكأنه يعيش الصدمة مجدداً، وقد يتخيل له أنه يرى سيارات محطمة أو أن السيول ستأتي مرة أخرى، «وهذه كلها من أعراض ما بعد الصدمة». وأشاروا إلى أن الانتهاء من 12 مشروعاً عاجلاً سيقلل من آثار الأمطار في حال هطولها خلال الفترة المقبلة، إضافة إلى التقليل من الآثار النفسية التي تصاحب تساقط الأمطار وكميات المياه المتدفقة والرعد والبرق الذي يصاحب هطولها، مؤكدين عدم عودة الأمراض النفسية المرتبطة بوقت وقوع كارثتي سيول جدة خلال الأعوام الماضية والتي راح ضحيتها 133 شخصاً، لكنهم لم يستبعدوا حال الخوف التي توقعوا عودتها لدى البعض بسبب موقف حدث له أثناء تلك الكوارث. وقال المستشار الاجتماعي بمحافظة جدة إحسان طيب ل «الحياة»: «إن المخاوف التي كانت تحاصر سكان جدة نتيجة الأمطار أقل من السابق، خصوصاً في ظل إعلان أمير منطقة مكةالمكرمة الانتهاء من 12 مشروعاً لتصريف مياه السيول والأمطار»، مشيراً إلى أنه يأتي في هذا الوقت دور الإعلام في طمأنة المواطنين بأن هذه المشاريع ستسهم في تقليل مخاطر السيول على المحافظة. وأضاف أن المشكلة تكمن في «ثقافة» الناس من خلال عدم التعاون مع الجهات المختصة وعدم الاستماع للتحذيرات التي تطلقها للابتعاد عن أماكن مجاري السيول، وكذلك الابتعاد عن البناء في مناطق جريانها وأماكن تجمعات المياه الخطرة ما سيؤثر إيجابياً على نفسيات سكان العروس. في السياق نفسه، أكد الاختصاصي النفسي عبدالله الحربي أن كارثة الأمطار والسيول السابقة التي شهدتها مدينة جدة، ونتج عنها تلف آلاف السيارات وهدم البيوت ووفاة العشرات وتشريد المئات، لاشك أنها ستنعكس سلباً على الأهالي، لكنه عاد وشدد على أن الحال النفسية التي أصابت البعض بدأت في التلاشي خصوصاً أن هناك تدابير كثيرة اتخذتها إمارة منطقة مكةالمكرمة لمنع تكرار مثل هذه الكوارث، ما يخفف من الصدمات السابقة التي حدثت. وكان الاختصاصيون النفسيون، أفادوا أثناء وقوع الكارثة الأخيرة بوجود آثار نفسية محتملة، منها اضطرابات القلق والرهاب وما بعد الصدمة، واضطرابات الكربة الحادة، إضافة إلى اضطراب حزن الوفاة، مشيرين إلى أن البعض قد يصاب بالكآبة أو القلق أو أعراضهما، أو يؤثر ما واجهه وما رآه من مشاهد أثناء الكارثة على وضعه أثناء نومه، وتنتابه رؤية أحلام مزعجة، وقد يصاب المرء بالهزال أو يبدأ في ترك عمله أو دراسته، هذا إذا كانت الحالة شديدة المصاب، ومن الممكن أن يصاب بفوبيا المطر والرعد والسيول «في هذه الحالات إذا تعرض الضحية لتأثر اجتماعي أو وظيفي أو سلوكي أو شخصي لابد من عرضه على طبيب نفسي مختص». وسبق أن أوضح نائب رئيس جمعية الطب النفسي الدكتور محمد شاوش في تصريحات صحافية أنه ينبغي على الجهات الحكومية ذات العلاقة توعية المواطنين خلال هذه الفترة وتطمين الأهالي بوضع الإمكانات الاحترازية ومعرفة الأحوال الجوية حتى لا يحدث قلق كبير، خصوصاً أن هذه الفترة تشغل كثيراً من السكان بشأن توقعات الأحوال الجوية خلال موسم الأمطار في منطقة مكةالمكرمة وإمكانية حدوث سيول منقولة وانجرافها ووصولها إلى محافظة جدة. يذكر أن جمعيات سعودية مختصة في الطب النفسي شاركت في علاج بعض الإصابات التي حدثت أثناء كارثة جدة الأولى وما نتج عنها بالتنسيق مع الشؤون الصحية، إذ أعدت اللجنة الفرعية للجمعية السعودية للطب النفسي مطوية تعريفية عن كيفية التعامل مع الكوارث لتوزيعها على قاطني عروس البحر الأحمر.