كييف، باريس – أ ب، رويترز، أ ف ب - دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو أمس، إلى تمديد الهدنة التي تنتهي اليوم مع انفصاليي شرق أوكرانيا، فيما اتهمت موسكوواشنطن بدفع الوضع في ذاك البلد إلى مسار مواجهة. وأعلن الاليزيه أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل أجريا اتصالاً هاتفياً استمر «اكثر من ساعتين»، مع بوتين وبوروشينكو، شُدِّد خلاله على «أهمية تحقيق تقدّم ملموس نحو استقرار الوضع الأمني على الأرض، وتمديد وقف النار، وتطبيق خطة السلام» التي طرحتها كييف. وأشار الرئيس الأوكراني إلى انه سيناقش اليوم مجدداً الوضع في بلاده، في اتصال هاتفي مع نظيريه الفرنسي والروسي والمستشارة الألمانية. لكنه أعرب عن قلقه للوضع، متهماً الانفصاليين بانتهاك الهدنة. أما الكرملين فأعلن بعد الاتصال الهاتفي أن «دعوة وُجِّهت إلى بوروشينكو ليمدّد العمل بوقف النار لفترة أطول»، مضيفاً أن القادة ناقشوا «احتمال إرسال مراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، إلى مراكز مراقبة على الحدود الروسية - الأوكرانية». وتابعت أن بوتين حضّ على تقديم مساعدة إنسانية لسكان جنوب شرقي أوكرانيا، بسبب «تفاقم الوضع الإنساني» في المنطقة. وكان قادة الاتحاد الأوروبي أمهلوا روسيا والانفصاليين حتى اليوم لاتخاذ خطوات، بينها إطلاق كل المحتجزين والانسحاب من حواجز حدودية والموافقة على وسيلة للتحقّق من الهدنة و»بدء مفاوضات جوهرية لتطبيق عملية السلام» التي اقترحها بوروشينكو. وهدد الاتحاد موسكو بتشديد العقوبات، إذا لم تفعل ذلك، فيما تخوّف وزير الاقتصاد الروسي أليكسي اوليوكوف من نتائج «وخيمة» للتدابير العقابية الجديدة على النمو في بلاده. وعلى رغم الهدنة، احتدم القتال بين القوات الأوكرانية والانفصاليين في محيط مدينة سلافيانسك، وهي معقل لأنصار موسكو. واتهم الحرس الوطني الأوكراني المتمردين باستخدام دبابات وقذائف في قصف حاجز قرب المدينة، فيما أعلن الانفصاليون أن القوات الحكومية قصفت مناطق في محيط سلافيانسك، فأصابت سوقاً ومبنى سكنياً، ما أوقع جرحى. وكانت كييف أعلنت مقتل 5 شرطيين في هجمات شرق البلاد، فيما ذكرت سلطات سلافيانسك أن المدينة تعرّضت لقصف جوي. وأطلق انفصاليون مساء السبت دفعة ثانية تضمّ 4 من مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، كانوا اعتُقلوا قبل شهر، علماً أن الانفصاليين كانوا أفرجوا الأسبوع الماضي عن دفعة أولى من المراقبين. وفي كييف، تجمّع آلاف من الجنود والناشطين أمام قصر الرئاسة، للضغط على بوروشينكو لسحب خطته وإعلان الطوارئ في شرق البلاد واستئناف العملية العسكرية لإخضاع الانفصاليين. وكانت موسكو استبقت المحادثات الهاتفية مع الأوكرانيين برعاية أوروبية، بتوجيه انتقادات لاذعة إلى واشنطن، إذ اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن فرص إحلال السلام في أوكرانيا «كانت أكبر، لولا السياسة الأميركية التي دفعت الأمور إلى مسار مواجهة». وأشار إلى أن موسكو قادرة، من خلال تعاونها مع الأوروبيين، على دفع جهود التسوية، لافتاً إلى أن بوروشينكو «يسعى إلى مواصلة الهدنة، على رغم قوى تحاول عرقلة توجّهاته وتواصل التعاون مع متطرفين قوميين». ودافع لافروف عن موقف بلاده التي يتهمها الغرب بالامتناع عن الضغط على الانفصاليين الموالين لها شرق أوكرانيا، قائلاً: «قيادتا دونيتسك ولوغانسك تصغيان إلينا، لكنهما لا تسارعان إلى تنفيذ النصائح الروسية». واعتبر أن خير مثال هو إطلاق أعضاء بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا المحتجزين في شرق أوكرانيا، «استجابة لدعوة البطريرك (الروسي) كيريل والقيادة الروسية». واستدرك: «هذا لا يعني أن كل دعواتنا تُنفَّذ فوراً. لدى الناس هناك موقف خاص، هذه أرضهم ويريدون أن يكونوا أصحابها. يريدون الاتفاق مع السلطات الأوكرانية على شروط ذلك».