عرض انفصاليو سلافيانسك في شرق اوكرانيا على وسائل الاعلام أمس، مراقبين يحتجزونهم من منظمة الامن والتعاون في اوروبا، معتبرين أنهم «سجناء حرب». ويحتجز الانفصاليون الذين يسيطرون على مدينة سلافيانسك 12 شخصاً، بينهم 8 اوروبيين و4 عسكريين اوكرانيين، بعدما أطلقوا السائق. وأعلنت منظمة الامن والتعاون في أوروبا ان المراقبين المحتجزين كانوا في مهمة «مراقبة عسكرية» بدعوة من السلطات الاوكرانية، في بعثة شبيهة بتلك التي طردت من شبه جزيرة القرم في آذار (مارس) الماضي. واتهم الانفصاليون المراقبين، وهم من ألمانيا والسويد والدنمارك وبولندا وتشيخيا، بالتجسس لمصلحة الحلف الأطلسي واستخدام مهمتهم مع المنظمة غطاءً لنشاطهم. وعرض الانفصاليون المراقبين الاوروبيين الثمانية على الصحافيين، اذ اقتيدوا الى القاعة الرئيسة في مقر البلدية حيث تواجد حوالى 60 صحافياً. واعتبر المراقبون انهم «ضيوف، لا سجناء حرب»، فيما قال العقيد الألماني أكسل شنايدر، أحد المراقبين، إن «أحداً لم يمسه»، مشيراً الى ان أعضاء البعثة لم يتعرّضوا الى أذى جسدي. وأضاف: «كل الضباط الأوروبيين في وضع صحي جيد». وتابع أن زعيم الانفصاليين في سلافيانسك فياتشيسلاف بونوماريوف الذي عيّن نفسه رئيساً للبلدية، يضمن سلامة المراقبين المحتجزين، مضيفاً: «نودّ من كل قلوبنا أن نعود إلى بلداننا في أسرع وقت». وأعلنت منظمة الامن والتعاون في أوروبا ارسال مفاوضين الى سلافيانسك، سعياً الى الافراج عن مراقبيها. وأكد بونوماريوف أنه تحدث هاتفياً مع المنظمة، مشيراً الى انه سيلتقي وفدها للتفاوض في شأن إطلاق المراقبين. وتابع: «في مدينتنا التي تعيش حال حرب، يُعتبر أي عسكري لا يحمل إذناً منا، سجين حرب». واستدرك ان المراقبين «ضيوف، لا رهائن»، معلناً تزويدهم طعاماً وأدوية وكل متطلباتهم، ومكرراً أنهم لن يُطلقوا سوى في مقابل افراج السلطات في كييف عن انفصاليين. ورجّح بونوماريوف «التوصل إلى اتفاق»، لافتاً الى أنه «لم يتواصل في شكل مباشر مع موسكو» في هذا الشأن، علماً أن روسيا كانت أعلنت سعيها الى اطلاق المراقبين. وشدد على ان التواصل مع كييف سيكون عبر منظمة الامن والتعاون في اوروبا، معتبراً ان السلطات الاوكرانية «لا تفهم سوى لغة القوة». في السياق ذاته، نصحت وزارة الخارجية الألمانية مواطنيها بالامتناع عن السفر إلى شرق أوكرانيا حيث «الوضع مضطرب جداً»، مشيرة الى أن مسلحين يسيطرون على مؤسسات للدولة. ونبّهت «ممثلي وسائل الاعلام» الى أنهم «معرّضون لخطر احتجازهم لدى قوات انفصالية». في غضون ذلك، أعلن بونوماريوف ان الانفصاليين «أوقفوا» 3 ضباط في جهاز أمن الدولة الأوكراني، لاتهامهم بالتجسس. وأضاف ان «المجموعة كانت تضمّ 7 اشخاص، اوقفنا 3 وسنمسك سريعاً بالاربعة الباقين». وأشار الى أنهم كانوا يحاولون اعتقال قادة انفصاليين في مدينة غورليفكا. وبثّ التلفزيون الروسي صوراً لثلاثة رجال معصوبي الاعين ومن دون سراويل، رفعوا بطاقات هوياتهم امام الكاميرات وقال احدهم انه يعمل في دائرة مكافحة الارهاب. اما اجهزة الامن الاوكرانية فأعلنت ان مهمة العسكريين كانت «توقيف مواطن روسي يُشتبه بقتله مستشاراً في بلدية» غورليفكا، مشيرة الى ان «مجرمين مسلحين هاجموا اعضاء الاجهزة الامنية وأوقفوهم». وأفادت وكالة «رويترز» بأن انفصاليين سيطروا على مكاتب التلفزيون في مدينة دونيتسك شرق أوكرانيا. القرم في الوقت ذاته، تحدث سيرغي اكسيونوف، الحاكم الموقت لشبه جزيرة القرم التي انضمت الى روسيا في آذار الماضي، عن «تخريب اوكرانيين من خلال تقليل امدادات المياه المرسلة للجمهورية عبر قناة شمال القرم»، معتبراً الأمر «متعمداً تجاه السكان». واستدرك ان «القرم لن تبقى بلا مياه»، لافتاً الى «خطط طوارئ»، وزاد: «لا مشكلات مع مياه الشرب وسنعوّض المنتجين الزراعيين». وأشار الى مفاوضات مع السلطات الاوكرانية لإيجاد تسوية، علماً أن القرم تعتمد على كييف في التزود بالمياه والكهرباء. في غضون ذلك، ابلغ وزير الخارجية الاميركي جون كيري نظيره الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي، «قلقه في شأن التحركات الاستفزازية للقوات الروسية على الحدود الاوكرانية، ودعم روسيا الانفصاليين وحربها الكلامية التي تقوض استقرار اوكرانيا وامنها ووحدتها». وأعلنت الخارجية الاميركية أن كيري طلب من موسكو «دعماً غير مشروط» لجهود منظمة الامن والتعاون في اوروبا والحكومة الاوكرانية لإطلاق مراقبي المنظمة «الذين احتجزهم كرهائن انفصاليون مؤيدون لروسيا في سلافيانسك».