توقع تجار مواشٍ أن تسجل أسعار المواشي تراجعات جيدة في السوق السعودية خلال العامين المقبلين، وقدروا عدد الأغنام التي ذبحت خلال فترة عيد الأضحى المبارك في المملكة بنحو خمسة ملايين خروف، بقيمة تصل إلى 4 بلايين ريال. وأشاروا في حديثهم ل«الحياة» إلى أن انخفاض سعر الشعير سيؤدي إلى تراجع أسعار المواشي المرتفعة حالياً، ورجحوا أن تبدأ الأسعار في الانخفاض مع بداية 2012، مشيرين إلى أن جزءاً رئيسياً من ارتفاع الأسعار الذي حدث أخيراً يعود إلى انخفاض الدولار في مقابل العملات الأخرى، ما رفع من كلفة الاستيراد، مضيفين أن الأسعار بلغت ذروتها في عيد الأضحى حيث تجاوزت الأسعار 2000 ريال للنعيمي. واعتبروا أن الارتفاعات الكبيرة التي حدثت أخيراً غير مبررة، على اعتبار أن أسعار الشعير انخفضت ولدى التجار مخزون مضى على شرائه أكثر من ثلاثة أشهر، ودفعت الحكومة الدعم المقرر له، واشتكوا من ثقافة استهلاك سيئة تدفع بتجار أنواع من الأغنام إلى رفع أسعارها، لعلمهم أن الزبون سيشتريها مهما بلغ سعرها. ويقول تاجر المواشي حمد الخلف، أن أسعار المواشي تتأثر بأسعار الأعلاف، وبتذبذب صرف الدولار، مؤكداً أن الأسعار في الوقت الراهن مرتفعة، وسجلت الأسعار أرقاماً قياسية في عيد الأضحى، متوقعاً تراجع الأسعار في العام المقبل بنسبة 20 في المئة، ثم يرتفع الانخفاض إلى 40 في المئة في العالم الذي يليه. وأشار إلى أن أسعار المواشي الأسترالية المستوردة ارتفعت هي الأخرى، متأثرة بزيادة سعر الدولار الأسترالي الذي تجاوزت الزيادة فيه 50 في المئة، موضحاً أن أسعار السلع المستوردة من أستراليا تتأثر بفارق العملة، كما أن غالبية الدول التي نشتري منها الماشية ارتفعت فيها كلفة الشراء بسبب الدولار. وأضاف أن الحكومة استطاعت أن تثبت أسعار الشعير عند حدود 30 ريالاً، ما يساعد في انخفاض الأسعار، وقال: «أنواع مختلفة من الماشية منخفضة الكلفة، إلا أنه لا يوجد عليها إقبال كبير»، مبيناً أن الطلب ما زال مرتفعاً على «النعيمي والنجدي والحري». وحول عدد الأضاحي، أشار إلى أنها مرتفعة جداً، وقال: «لا يوجد أرقام رسمية إلا أنها تصل إلى 5 ملايين»، مشيراً إلى أن أضاحي الحجاج لوحدهم تصل إلى 1.5 مليون أضحية، وقد استطاع البنك الإسلامي لهذا العام توفير نحو مليون أضحية». وأبان أن الأسعار بلغت ذروتها، وسيعقبها انخفاض، وسيبدأ قريباً، مضيفاً أنه أصبح من الضروري تنمية وتشجيع تربية المواشي في المملكة، حتى نضمن وفرتها وانخفاض كلفتها، وبالتالي تراجع أسعارها. من جانبه، أكد علي الغامدي (تاجر مواشٍ) أن أسواق المواشي في المملكة تتأثر بمجموعة من الأمور في مقدمها أسعار الشعير، وأسعار صرف الدولار، وموسم الحج، مضيفاً «تم حل مشكلة الشعير، وانتهى موسم الحج، لذلك من المتوقع أن تنخفض الأسعار». وأشار إلى أن التجار والمهتمين بتسويق المواشي في السوق اشتكوا خلال الفترة الماضية من زيادة أسعار الشعير، ولكن بعد استقراره عند 30 ريالاً لم يعد لديهم حجة، ما يعني أنهم مقدمون على خفض الأسعار ولن يكون ذلك حتى ينخفض الطلب على المواشي، وفي العادة خلال الفترة المقبلة ينخفض الطلب، وأيضاً يقل الطلب على الأعلاف بسبب فصل الشتاء الذي نتمنى أن تكون الأمطار فيه كثيرة.