تكبد تجار الأغنام خسائر كبيرة بعد موسم عيد الأضحى المبارك، تجاوزت 35 في المئة من قيمة الأغنام، بسبب الركود الذي يضرب السوق، نتيجة ارتفاع المعروض، وتراجع الطلب على الأغنام عموماً، و«النعيمي» خصوصاً. وقال تاجر الأغنام مخلف العنزي ل«الحياة» إن كثيراً من تجار الأغنام اشتروا أعداداً كبيرة من الأغنام قبل الحج بأسعار مرتفعة، تراوح أسعارها بين 1400 و2000 ريال، ولم تبع إلا كميات محدودة في موسم عيد الأضحى بأرباح محدودة، بسبب إحجام الناس عن الشراء، مشيراً إلى أن السوق شهدت بعد موسم العيد ركوداً كبيراً وتراجعاً في الأسعار بواقع 400 ريال في الرأس الواحد. وأضاف أن معظم تجار الأغنام تكبدوا خسائر كبيرة جراء تراجع الأسعار، إذ بلغت نسبة الخسائر أكثر من 35 في المئة، في حين، كان التجار يتطلعون إلى تحقيق أرباح كبيرة، خصوصاً أن معظم التجار استوردوا أعداداً كبيرة من سورية، بهدف تحقيق أرباح كبيرة في ظل الطلب الكبير الذي شهدته السوق في الفترة من شهر رمضان إلى موسم الحج، لافتاً إلى أن الكثير من تجار المواشي يأملون بأن تكون إجازة الربيع المقبلة، فرصة لتعويض جزءاً من تلك الخسائر. ولفت العنزي إلى أن السوق تشهد وفرة كبيرة من مختلف الأغنام سواء النعيمي أم النجدي أم الحري أم السواكن الذي يشهد طلباً في الوقت الحاضر، بسبب مناسبة سعره مقارنة بالأغنام الأخرى، موضحاً أن سوق الأغنام تشهد تراجعاً وركوداً في الطلب. وذكر أن موسم الأمطار الذي تشهده معظم مناطق المملكة شجع كثيراً مربي الأغنام على شراء الإناث بهدف الإنتاج، إذ كانت غير مرغوبة في الأشهر الماضية بسبب غلاء الشعير، والأعلاف المستخدمة في تربيتها، ما رفع من كلفتها، إلا أن توافر المرعى في الوقت الحاضر شجع على شرائها، ومن المتوقع أن ترتفع أسعارها بواقع 300 ريال (من 1300 إلى 1600 ريال). وكشف العنزي أنه يتم تسويق الكثير من الأغنام السورية «النعيمي» حالياً إلى قطر، إذ إن هناك طلباً كبيراً عليها، وتتوافر في السوق السعودية كميات كبيرة منها، سواء «النعيمي» المحلي أم المستورد من سورية وأفريقيا وغيرها من الدول الأخرى. أما تاجر الأغنام محمد بن علي، فأوضح أن سوق الأغنام شهدت قبل الحج وصول أكثر من 100 ألف رأس من الأغنام «النعيمي» السورية إلى المملكة، ما أسهم في توافر الأغنام بشكل كبير، وارتفاع في الأسعار، ما جعل الطلب محدوداً. وأكد انخفاض الطلب بمعدلات كبيرة جداً، خصوصاً على أغنام النعيمي والنجدي والحري، ويكاد الطلب يكون متوقفاً بسبب الأسعار التي تجاوزت 2000 ريال للرأس منذ بداية العام الحالي، مشيراً إلى أن سوق الأغنام في الرياض تتوافر فيها كميات كبيرة من الأغنام الأفريقية التي وصلت أسعارها حالياً إلى أكثر من 1200 ريال، وتشهد طلباً من الوافدين وإحجام الكثير من السعوديين. ولفت إلى أن زيادة أسعار الأعلاف خلال الأشهر الماضية أسهمت بشكل كبير في ارتفاع أسعار الأغنام، ونتج من ذلك التراجع في الطلب على الأغنام. من جهته، قال أحد سماسرة الأغنام عبدالله الرشيدي إن السوق تشهد حالياً ركوداً كبيراً لم تشهده منذ أعوام، مرجعاً ذلك إلى الارتفاعات التي شهدتها أسعار المواشي خلال العام الحالي، ما جعل الكثير من المستهلكين يحجمون عن شراء الأغنام، وهو ما انعكس بالخسارة الكبيرة على المستثمرين الذين ارتفعت عليهم كلفة تربيتها، إضافة إلى ارتفاع إيجارات «الأحواش» وزيادة رواتب الرعاة. وأوضح أن الأغنام محلية النشأة ما زالت أسعارها مرتفعة، خصوصاً الصغيرة ومتوسطة الحجم، إلا أن الأغنام المستوردة التي كانت مخصصة للأضاحي تراجعت أسعارها، بسبب عدم الإقبال عليها من المستهلكين، مؤكداً أهمية دعم وتربية الأغنام المحلية التي يزيد الطلب عليها من شريحة كبيرة من المستهلكين. وأضاف أن مصاريف تربية المواشي تضاعفت خلال العام الحالي، ما تسبب في خروج كثير من الشركات المتخصصة في تربية الأغنام، والمستثمرين من السوق، والاتجاه إلى استثمارات أخرى أقل كلفة. يذكر أن حجم الطلب السنوي على الأغنام في السوق السعودية يبلغ أكثر من ثلاثة ملايين رأس.