يُجمع تجار المواشي على أن ارتفاع سعر الشعير سيؤدي إلى ارتفاع في أسعار المواشي التي هي مرتفعة في الأصل، متوقعين أن تواصل الأسعار ارتفاعها، إلى أن تصل ذروتها في عيد الأضحى المقبل، إذ ستتجاوز الأسعار 2000 ريال ل«النعيمي»وأكدوا أنه لا يوجد مبرر للارتفاع الحاصل في أسعار الشعير، على اعتبار أنه من المخزون، الذي مضى على شرائه أكثر من خمسة أشهر، ودفعت الحكومة الدعم المقرر له، شاكين من «احتكار وتنسيق بين مستوردي الشعير» سيتسبب في ارتفاع الأسعار لدى جميع التجار في وقت واحد. وأوضح تاجر المواشي حمد الخلف، أن أسعار المواشي تتأثر بأسعار الأعلاف، مؤكداً أن الأسعار في الوقت الراهن مرتفعة ومنذ فترة، وسيضاف إليها ارتفاع آخر، سيستمر حتى عيد الأضحى، إذ ستسجل الأسعار أرقاماً قياسية. وأشار إلى أن أسعار المواشي الأسترالية المستوردة سترتفع هي الأخرى، متأثرة بارتفاع الدولار الأسترالي، الذي تجاوزت الزيادة فيه 40 في المئة، موضحاً أن أسعار السلع المستوردة من أستراليا ستتأثر بفارق العملة. وأوضح أن ارتفاع أسعار الشعير غير مبرر، خصوصاً أن المعروض في السوق هو استيراد قديم مخزّن لدى التجار، مضيفاً أن ارتفاع 15 ريالاً في الكيس خلال فترة بسيطة يدعو الوزارة إلى الوقوف على الأمر، والبحث عن المتسببين فيه. يذكر أن وزير التجارة والصناعة عبدالله زينل أصدر أخيراً، قراراً بإخضاع سلعة الشعير لأحكام التنظيم التمويني في الأحوال غير العادية، واعتبر القرار الذي أصدره وزير التجارة، مخالفاً لأحكامه كل من تجاوز من المستوردين نسبة هامش ربح مقدارها 5 في المئة من كلفة الاستيراد، بعد خصم مقدار الإعانة ورسوم التفريغ في الموانئ، وكل من باع كيس الشعير وزن 50 كلغم من الموزعين، أو التجار بزيادة عن هامش الربح المحدد ضمن قرار مجلس الوزراء رقم (135) وتاريخ 27/4/1431ه، وهو 4 ريالات للكيس، وكل من امتنع عن البيع أو قام بتخزين الشعير أو لم يضع لوحة توضح أسعار البيع في محله من المستوردين والموزعين وتجار الشعير. وأضاف الخلف أن أسعار المواشي في الوقت الجاري تتراوح بين 900 و1500 ريال للنعيمي، وسترتفع إلى أكثر من 2000 ريال مع عيد الأضحى، مشيراً إلى أن اللحوم المجمدة هي أيضاً في ارتفاع، مطالباً وزارة الزراعة بمواجهة هذه الارتفاعات عبر تسهيل الاستيراد، وفتح الاستيراد من دول أخرى، وكذلك تسهيل إجراءات الفسح. من جانبه، أوضح هادي المعلم (تاجر مواش) أنه مع بداية شهر ذي القعدة من كل عام يزداد الطلب على المواشي في جميع أسواق السعودية لسد حاجة الاستهلاك اليومي خلال الشهر، إضافة إلى حسابات ارتفاع الأسعار السنوي الذي يحدث بسبب عيد الأضحى، ومع هذه الزيادة ترتفع الأسعار، إلى أن تبدأ في الانخفاض بعد العيد. وأشار إلى أن التجار في السوق يتوقعون أن يرتفع حجم الإنفاق على شراء المواشي في أسواق السعودية، وسيكون مرتفعاً مقارنة بالأعوام السابقة، مع مؤشرات بارتفاعها لتكون قياسية، متوقعين أن تستمر حتى انتهاء عيد الأضحى المبارك. وأوضح أن «ارتفاع الأسعار زاد في محال بيع اللحوم داخل المدن، متعذرين بأن هناك مبالغ إضافية تكبدوها بسبب الزيادة الجديدة من تجار المواشي»، وقال: «من المتوقع أن ترتفع الأسعار بنسبة 30 في المئة على الماشية، وراوحت الأسعار ما بين 700 و1500 ريال للرأس المحلي، بينما راوحت أسعار الأغنام الأسترالية والسودانية والسورية بين 350 و700 ريال». وأكد محمد الشهري (تاجر مواش) أن أسواق المملكة تتأثر بصور مختلفة بأوضاع سوق المواشي والأغنام في محافظة حفر الباطن أكبر سوق للمواشي في المنطقة، مشيراً إلى أن التجار فيها يرون أن الأسعار سترتفع بسبب ارتفاع أسعار الشعير، وبسبب إقبال موسم الحج، مضيفاً: «يتوقعون إقبالاً كثيفاً ويتزايد يوماً بعد يوم لشراء اللحوم الحمراء من الأغنام، إذ ستصل نسبة الشراء منها في فترة عيد الأضحى إلى 70 في المئة». وأشار إلى أن التجار والمهتمين بتسويق المواشي في سوق حفر الباطن اشتكوا خلال الفترة الماضية من زيادة أسعار الشعير، ما يعني أنهم مقدمون على رفع أسعار المواشي، للمحافظة على هامش الربح لديهم، خصوصاً أن الفترة المقبلة سيكون فيها الاعتماد على الأعلاف بسبب تأخر الشتاء.