لو لعبت مباراة من دون ان تستكمل وقتها الأصلي لأعيدت من جديد.. نادي الوحدة هبط للأولى بسبب عامل الوقت.. هذا يوحي أن للوقت أهمية في منظومتنا الرياضية وتبنى من خلاله قرارات ذات تأثير.. لكن من يرى المشهد الرياضي بعين فاحصة يجد أن الوقت هو آخر اهتمامات الاتحادات الرياضية، فدائماً نأتي في آخر لحظة ودائماً نعيش بين تأجيل وتمديد، ولا يستطيع اتحاد أن يخبرنا ماذا سيفعل بعد شهر أو شهرين.. استعدادتنا للبطولات لا يأتي وفق آلية تستغل كل الوقت اللازم بل تكتنفه الارتجالية والفزعة في تحديد منهجية العمل.. المباريات عندنا لا نعرف لها يوماً محدداً ولا وقتاً معيناً كل فترة هناك تشريع وما يحل في الرياض حرام في جدة .. وهكذا.. تلعب 6 مباريات في وقت واحد وكأن اليوم كله لا يصح اللعب فيه الا هذا الوقت.. في كل العالم الدوري يخطب ود الجمهور فتجد المباريات من الواحدة ظهراً حتى الثانية صباحاً لتكن الخيارات مفتوحة وليفوز الدوري باكبر مشاهدة. الفكر الحكومي متغلغل في شأننا الرياضي.. وهذا الفكر يجلب الراحة والهدوء ولكنه يخسر كل شيء.. حتى آلية المشاريع عندنا تتم بوقت حكومي وليس في وقت تنافسي تلزمه معطيات معينة وحرص على وقت معين.. حتى المناسبات الرياضية يحدد وقتها على هوى المسؤول، وبعدها يخرج عتبه لماذا لم يحضر البعض هذه المناسبة او تلك.. هل لابد من ان نضبط ساعاتنا على ساعات البعض ونوقف الزمن ليمر زمان المسؤول.. لا بد لهذا الفكر ان ينتهي ولابد لحفلات القرعة واطلاق المبادرات ان تتوارى لا لشيء ولكنها مضيعة للوقت لا أقل ولا أكثر...! لابد من دورة اعداد لمسؤولي الرياضة عندنا في كيفية ادارة الوقت واستثماره فللأسف الوقت عندهم آخر اهتماماتهم ولا احد يحاسبهم على صغيرة او كبيرة.. لذا تظهر عوراتنا عندما تلزمنا المنظمة الدولية او الاقليمية بوقت محدد حينها نصل دائماً من دون ثبات ونكون مجرد رقم حضور فقط.. فقدنا التأثير لأننا بلا وقت نحدد فيه ماهيتنا..فقدنا القوة لأننا اضعفنا الوقت كله.. لن نصل لشيء ما لم نحترم الوقت ونحترم الزمان والعصر الذي نعيشه..رياضة بلا وقت رياضة في خبر كان.. أليس فضيحة ألا يجد منتخبنا الأول منتخباً يلعب معه قبل مباراة استراليا.. ألا يتساءل أحد لِمَ لَمْ نجد من يرضى باللعب معنا؟ [email protected]