توفي ظهر أمس الفنان الكويتي منصور المنصور عن 70 عاماً في العاصمة الجزائر التي كان يزورها مع فرقة مسرح الخليج لتقديم مسرحية «المكيد» بترشيح من المجلس الوطني الكويتي للثقافة والفنون والآداب، وعلى رغم أنه كان مريضاً قبل السفر إلا أنه قرر المشاركة في تقديم العرض المسرحي. وفي اتصال هاتفي مع «الحياة» بدا التأثر واضحاً على الفنان حسين المنصور شقيق الفنان الراحل الذي اكتفي بالقول: «الحمد لله على كل حال لا اعتراض على قضاء الله وأسأل الله الصبر»، الحزن لم يتوقف عند عائلة الفنان الراحل إذ بدا واضحاً على عدد من فنانين وإعلاميين الكويت والخليج، إذ تقول الممثلة فاطمة العبدالله: «العمل بجانب الفنان منصور المنصور كان يشكّل له حلماً، وبالفعل تحقق من خلال مسلسل جفنات العنب الذي يعتبر العمل الأخير للراحل»، مضيفة: «فقدنا الفنان منصور المنصور كإنسان وفنان، كنت سعيدة جداً بوقوفي أمامه وبحصولي على دور ابنته في مسلسل جفنات العنب، إذ شعرت بأنني أقف أمام هامة فنية كبيرة يحلم الكثيرون بالوقوف أمامها، فعند مشاركتنا معه نجده أباً لنا يقدّم لنا نصائحه وتوجيهاته، وبالنسبة لي كنت أجد منه الاهتمام والحرص، لدرجة أنه يطالبني بإعادة بعض المشاهد حتى التي لا يشاركني فيها، حرصاً منه على ظهوري بالشكل الجيد، نسأل الله له الرحمة». وأوضح رئيس القسم الفني في صحيفة «الأنباء» الكويتية مفرّح الشمري، أن الفنان منصور المنصور كانت ارتبط دائماً بعلاقات مميزة مع الإعلام الكويتي والعربي، وكان على تواصل مستمر مع الإعلاميين. ويضيف: «على رغم انشغال الراحل، إلا أنه لا يملك مسؤولاً إعلامياً، إذ كان هو من يجيب عن هاتفه بنفسه، كان متواضعاً ويشارك الإعلاميين في مناسباتهم الخاصة، ولا تُعرف عنه أي عداءات مع الصحف، وبوفاته نكون قد خسرنا رمزاً من رموز الفن». بينما عبّر المخرج السعودي خالد الطخيم عن حزنه لفقدان الفنان منصور المنصور، معتبراً أنه أحد أهم المرتكزات التي قامت عليها الدراما الكويتية مضيفاً: «الفنان منصور المنصور يعد أحد الأعمدة التي قامت عليها الدراما الكويتية منذ بداياتها، إذ كان ممثلاً قديراً ومميزاً، ومن عائلة فنيّة معروفة لها مكانتها في الوسط الفني، إضافة إلى أنه مخرج وصاحب لمسات مسرحية وإذاعية، فالدراما الخليجية تفتقد إنساناً كان يحترم المهنة، ومدرسة كانت تعلّم احترام تقاليد العمل والالتزام فيه من مختلف جوانبه» بدورها قالت الفنانة مرام: «يصعب علينا أن ننصف هذا الفنان الذي تعلمنا منه الكثير، وكان لنا بمثابة الأب والأخ والمعلّم، فمن خلال مشاركتي له في الكثير الأعمال وجدته مدرسة فنيّة تقدّم الفائدة لكل من يتعامل معها، وبالفعل تعلمنا منه الكثير من الأمور، بجانب ذلك لا ننسى أنه أحد رواد مسرح الطفل في الكويت ومن المؤسسين الأوائل له، ولا نملك الآن إلا تقديم التعازي إلى أسرته ومحبيه والوسط الفني بأكمله في وفاة منصور المنصور». يذكر أن منصور المنصور من مواليد 1941، وبدأ عمله في إذاعة الكويت عام 1959، وينتمي لأسرة فنية، إذ إن شقيقيه محمد وحسين ممثلين، أما شقيقه عبدالعزيز فهو مخرج، وأخرج الراحل العديد من الأعمال المسرحية والإذاعية، مثل حلقات مسلسل حبابة الإذاعي على مدار سنوات، ومسرحيتي السندباد البحري وسندريلا، وغيرهما.