أشيع أخيراً أن شركات الدوبلاج السورية تسعى لاستبدال الدراما التركية بنظيرتها الإيرانية، وذلك على خلفية مواقف الحكومة التركية ضد النظام السوري، والداعمة للحراك الشعبي. ولكن، يبدو أن ذلك لا يتعدى كونه مناورة سورية من الشركات المدبلجة، سعياً منها للبقاء على الساحة الفضائية، إذ أكّد بعض المصادر ل «الحياة» أن بعض الفضائيات العربية الكبيرة والتي تعرض الدراما التركية قررت عدم التعامل مع الشركات السورية، وأبلغتها بأنها لن تقوم بتعاقدات جديدة معها، لتستبدلها بشركات عربية أخرى. فيما طلب بعضها الآخر من الشركات السورية نقل مقراتها إلى دول أخرى وتقديم الأعمال التركية بلهجات أخرى، وهو الأمر الذي حصل بالفعل، إذ فتح عدد من الشركات السورية الكبرى المختص بالدوبلاج فروعاً في عدد من الدول العربية وبدأ بدبلجة الأعمال التركية باللهجات العربية. وأضافت المصادر أن هذا القرار أصبح فاعلاً في بعض المحطات وبدأت بعرض الأجزاء الجديدة من الأعمال التي دبلجها السوريون بطريقة الترجمة، فيما التزمت أخرى العقود المبرمة لحين انتهاء الأعمال الحالية، على أن تستبدل اللهجة السورية بالمصرية والخليجية واللبنانية في الأعمال المقبلة. ويرى المراقبون أن من الأسباب التي دفعت الفضائيات العربية لاستبدال اللهجة السورية، المواقف التي أطلقها بعض الفنانين السوريين ورفضهم للحراك الشعبي الداخلي، وتأييدهم للنظام السوري. فيما يرى آخرون أن عملية الاستبدال تعود لأسباب فنية بحتة نتيجة تدني مستوى الدراما السورية وانخفاض رصيدها في شكل كبير في السنتين الأخيرتين لدى المشاهد العربي، وهو الأمر الذي أفقد اللهجة بريقها (بعدما أهلها لقيادة عملية الدوبلاج في العالم العربي في السنوات الماضية). والاستوديوات السورية كانت أول من أطلق الدراما التركية إلى العالم العربي عام 2008، عبر مسلسلات مثل «نور» و «سنوات الضياع» اللذين عرضا مدبلجين باللهجة السورية على قناة «أم بي سي» واكتسبا شهرة وحظيا بنسب مشاهدة عالية، إضافة الى مسلسل «وادي الذئاب» الذي عرض مدبلجاً للسورية أيضاً في أجزائه الأربعة الأولى على «قناة أبو ظبي»، ويعرض ما بقي بطريقة الترجمة الجديدة بعض القرارات التي ذكرناها.