المكانة التي احتلها مهند التركي ورفيقته نور في وجدان المشاهد العربي لا تعود إلى القيمة الفنية للمسلسلات التركية فقط بل هناك عامل أهم من ذلك يتمثل في اللهجة التي تنطق بها شخصيات العمل والتي قربت من حضور الشخصيات في نفس المشاهد. وليس من المبالغة القول إن بساطة اللهجة السورية الشعبية ساهمت بشكل مؤثر في نجاح المسلسلات التركية. وعليه يصبح النجوم الحقيقيون هم أولئك الذين منحوا أصواتهم للمسلسل وليس الممثل التركي الذي لم يساهم إلا بشكله وأدائه. ومع هؤلاء النجوم الذين بثوا الروح العربية في الأعمال التركية كان هذا اللقاء: على الرغم من انشغالها في تصوير أربعة مسلسلات دفعة واحدة (القدس، الحوت، ليس سرابا، يوم ممطر آخر) التقت "الرياض" الفنانة السورية لورا أبو أسعد التي أدت دور نور في مسلسل "نور التركي"كما التقت الفنان مكسيم خليل الذي أدى دور مهند وحسب أبو أسعد فإن نجاح مسلسل نور يعود إلى الدبلجة والممثلين السوريين الذين استطاعوا اعطاء المسلسل بصمته العربية عبر اللهجة السورية المحببة عربيا، فيما اعتبر خليل أن نجاح العمل يعود أيضا إلى قربه من البيئة العربية سواء في الأفكار والعادات والتقاليد إضافة إلى اتقان الدبلجة حيث استطاع الممثل السوري حسب خليل أن ينقل عبر الصوت الأحاسيس والانفعالات بدرجة تفوقت في أحيان كثيرة عن الفنان التركي الذي يمثل بالصورة والصوت معا. والبداية كانت مع الفنانة لورا أبو أسعد التي سألناها.. عن أسباب نجاح هذا المسلسل عربيا؟ فقالت إن نجاح مسلسل نور يعود لعدة عوامل فبالإضافة إلى اللهجة السورية التي استطاعت الدراما السورية نشرها عربيا يوجد الموسيقا التصويرية البسيطة، القصة المشوقة القريبة من الروايات، العادات والتقاليد التي يمكن اعتبارها مشابهة في كثير من مناحيها للعادات والتقاليد العربية...كل هذه العوامل جعلت العمل يصل إلى مختلف شرائح المجتمع العربي لدرجة أصبحت فيه صورة نور ومهند على الألبسة والكثير من المنتوجات التجارية. @ وماذا عن الدوبلاج وقدرة الممثلين على تقمص شخصيات العمل من ناحية الأحاسيس والمشاعر؟ - صحيح.. فمسلسل نور كان بمثابة تحد للممثل السوري فالجميع اجتهد وقدم الكثير من أجل نجاح العمل، ففي كثير من الأحيان ولدرجة اندماجي في شخصية نور بكيت، وأحيانا أخرى ضحكت.. عشت مع المسلسل وكأني الممثلة نور والحمد الله حق المسلسل حضوراً جماهرياً عربياً واسعاً يقترب من النجاح الذي حققه مسلسل باب الحارة. @ بالرغم من الدور الذي لعبه الدوبلاج في انجاح العمل إلا أن الاهتمام انصب على الممثلين الأتراك الذين استضافتهم العديد من القنوات؟ - الظلم في الحياة موجود، واعتقد أن نجاح العمل بشكل أساسي يعود إلى القدرة على دبلجة العمل بشكل جيد مع احترامنا وتقديرنا للدراما التركية، فكما تعمل الدراما التركية موجود منذ زمن بعيد ومع ذلك لم تحظى باهتمام عربي وهذا يؤكد ما أقوله بإن الدبلجة الناجحة وقدرة الممثلين السوريين في تقمص الشخصيات التركية ساهمت في انجاح العمل... لكن في النهاية ممثل الدوبلاج دائما يكون في الظل مثله مثل المخرج الذي يكون خلف الكاميرا. @ ولكن الممثلين الذين شاركوا في الدبلجة معروفون وبعضهم له باع طويل في العمل الفني مثلك ومثل مكسيم خليل واعتقد أن استضافتهم مع أصحاب العمل الأصليين سيغني الحوارات؟ - صحيح ولكن الأمر يعود إلى القائمين على البرامج الحوارية والتوجه الذي يرونه.. ومع ذلك اتفق معك تماما بأن الكثير من الشخصيات التي أدت الدبلجة كانت لممثلين سوريين معروفين وبعضهم شارك في باب الحارة واستضافتهم كانت لتسلط الضوء على الصعوبات التي واجهتنا في انجاح العمل. @ فكرة الدبلجة من أين أتت إليك علما أن الكثير من الممثلين يطلق عليك اسم عرابة المسلسلات التركية؟ يمكن ما تصدقني إذا قلت لك إن الأمر حدث صدفة والبداية كانت مع مشاركتي في فيلم تركي بعنوان العودة للوطن للمخرج سمير أصلانيون إضافة إلى أنني أملك الكثير من المشاركات في أعمال الدبلجة حتى قبل أن أصبح ممثلة مما شجع شركة "سامة" للإنتاج الفني أن تتبنّى فكرة الدبلجة وبعد نقاشات ولقاءات وحوارات مطولة أقدمنا على هذه التجربة والحمد الله نجحت بشكل غير متوقع فكما تعلم أن مسلسل سنوات الضياع، ومسلسل نور حظيا بنسبة مشاهدة عالية حتى أن الكثير من الناس كان يتسمر أمام شاشات التلفزة لمشاهدة هذين العملين. @ تأديتك لدور نور هل جاء بعد ادراكك أن العمل سينجح؟ - لا أبداً مشاركتي جاءت بطلب من اصدقائي، فأنا مشرفة العمل وكنت أفضل البقاء مشرفة للعمل، ولكن بعد تأديتي دور نور تفاعلت معها بشكل كبير. @ هل ستقتصر أعمال الترجمة لديكم على الدراما التركية أم ستتناول دراما أخرى؟ - حالياً ندبلج بعض الأعمال التركية كونها تلقى قبولاً كبيراً من المشاهدين ولكن لدينا أيضا مشاريع لترجمة أعمال غير ولدينا حالياً أعمال ستعرض في رمضان ومنها "الرقم السري" وهو عمل بوليسي مخابراتي. @ لك تصريح يقول إن الدراما التركية سحبت البساط من تحت أقدام الدراما السورية؟ - لم أقل ذلك حرفيا فالدراما السورية لها جمهورها وانتشارها، واستطاعت خلال السنوات الماضية أن تؤسس لحضور عربي واسع، ولا أحد يحل محلها، وكذلك الدراما التركية حالياً تعمل على ايجاد مكان لها ويبدو أن البداية كانت ناجحة. @ أخيرا ماذا عن جديدك؟ - هذا العام شاركت في أربعة أعمال ستعرض في الشهر الكريم الأول "ليس سراباً" إخراج مثنى صبح وجسدت في العمل دور "سماح" والعمل بشكل عام يتناول حالتي الصدام والمواءمة التي يعيشها الإنسان المنتمي إلى فكر منفتح وحر ضمن مجتمع يميل إلى فكر محافظ تقليدي منغلق، كما شاركت في مسلسل "الحوت" بدور سلمى الزوجة المحبة لزوجها جميل.. والمتفانية في خدمة أسرتها..وأشارك أيضا في مسلسل "يوم ممطر آخر" تأليف يم مشهدي وإخراج رشا شربتجي.. ويتعرض العمل لتفاصيل حكاية كل يوم التي نعيشها وقد لا نلتفت إليها كثيراً بالرغم من أهميتها.. كما أشارك أيضا في مسلسل القدس. أما حوارنا الثاني فكان مع الفنان المحبوب مكسيم خليل الذي أدى دور مهند وسألناه فيما إذا كان مهند اتصل به لشكره أو لقائه أثناء تواجده في دمشق لتكريمه حيث حظي مهند باستقبال باهر؟ فأكد خليل أنه لن يلتقي مهند أبداً، وتابع قائلاً "لم يتصل بي كما أنني لم أحاول الاتصال به". @ هل كنت تتوقع أن يتصل بك على خلفية النجاح الكبير الذي لاقاه مسلسل نور؟ - لم أفكر بالموضوع ولكن لو كنت مكانه لاتصلت بطاقم العمل الذي ساهم في انجاح المسلسل وجعله معروفاً عربياً وإذا كان وقتي لا يسمح للقاء الطاقم اكتفي بلقائه إلا أن مهند لم يفعل الأمرين. @* إذاً انت مع الرأي الذي يقول إن نجاح العمل جاء على خلفية اللهجة الشامية وقدرة الممثلين السوريين في تجسيد أدوار الشخصيات التركية؟ - لولا الدبلجة الناجحة وتمكن الممثلين السوريين من نقل الأحاسيس بشكل أفضل من الممثل التركي نفسه في بعض الأحيان لم يكن العمل لينجح بدليل وجود عشرات الأعمال التركية التي تتمتع بسوية فنية أفضل من مسلسل نور ومع ذلك لم يسمع بها أحد مما يدلل على أن نجاح الدبلجة كان الأساس في نجاح المسلسلين التركيين وكلامي هذا لا يقلل من أهمية الممثلين الأتراك والقصة الناجحة القريبة من البيئة العربية بشكل عام.. فكل هذه العوامل ساهمت في نجاح العمل. @ هل يوجد صعوبة في تجسيد الأعمال المدبلجة بشكل عام؟ - بالطبع فالممثل في الحالة الطبيعية يستطيع أن يجسد مشاعره سواء بالصوت أو الصورة أما في حالة الدبلجة فالمسألة تقتصر على الصوت وعلى الممثل أن ينقل هذه المشاعر والأحاسيس عبره كونه لا يستيطع الظهور ومن هنا تأتي صعوبة أعمال الدبلجة أي اننا في مسلسل نور بذلنا جهدين جهد ممثل وجهد الصوت لنقل الاحاسيس والمشاعر.