من حق كل شبابي أن يتحسّر على ضياع النقطة من رصيد فريقه في دوري زين السعودي، بالذات مع هذا الموسم الذي بدأ فيه الفريق بداية قوية، وأعلن عن حضوره التنافسي مع الأمتار الأولى من المسابقة، عكس مواسم ماضية، كان الفريق يهدر نقاطاً من البداية، إلى أن تمركز خلف المتنافسين الدائمين الهلال والاتحاد، ولم تسعف الفريق صحوته المتأخرة للحاق بهما، هنا لا ألوم كل شبابي «يتخوف» من ضياع النقاط، وتراجع المستوى الفني، فالمتنافسون على الصدارة يهمهم «تعثر» فريق بإمكانات «الليث» تحديداً، ليقينهم التام أن فريق الشباب هذا الموسم «غير»، سواء في الإعداد الباكر، أو في وفرة اللاعبين المميزين في صفوفه، صحيح أن الشباب حقق 22 نقطة من أصل 8 مباريات، ولم يذق طعم الخسارة برفقة الاتفاق، إلا أن «التذبذب» في مستوى الفريق من شوط إلى آخر، ومن مباراة إلى أخرى، وهذا ما ينطبق على جميع أندية دوري زين، لا أراه يليق بفريق الشباب المؤهل بقوة لتجاوز جميع الظروف، فالاستقرار الفني والعناصري سلاحان مهمان في يد الفريق، يساعدهما كذلك ابتعاد الفريق عن «الضجيج» الإعلامي، والصخب الجماهيري، كما نتابع حال بعض الفرق، ومعاناتها من ردود أفعال أنصارها، إضافة إلى تسليط وسائل الإعلام ضوءها على كل شاردة وواردة داخل النادي. أتفق مع بعض أنصار نادي الشباب أن هناك تقصيراً من بعض اللاعبين على المستطيل «الأخضر»، فالتقصير الذي أعنيه يتعلق بالواجبات التكتيكية والتكنيكية للاعب، وليس تقصيراً متعمداً منه، فمن منا يشك في قدرات أحمد عطيف كلاعب وسط مقاتل حينما يؤدي دور لاعب الارتكاز «المساعد»، وليس لاعب المهمات المزدوجة في وسط الملعب، كما نتابع في الآونة الأخيرة، التي أرى أنها «أحرجت» اللاعب كثيراً، وغيبت معها قدراته التي عرفت عنه، وأوصلته للنجومية؟ والحال تنطبق على المدافع البرازيلي تفاريس، الذي وصفته من مواسم ماضية بالمدافع المجتهد، وليس ب«القائد» لخط الدفاع كما يحاول البعض إيهامنا، هذه الملاحظات على سبيل المثال، من الصعب تحميلها للاعبين، فهناك جهاز فني عليه درس الخلل التكتيكي إن وجد، وعليه وضع حلول عدة لتلافي أي إشكاليات من المتوقع أن تواجه الفريق مع منعطفات الدوري، تبقت خمس جولات على ختام الدور الأول، وأرى أن حصد 10 إلى 11 نقطة يعتبر مثالياً لختام هذا الدور، والبدء في الإعداد للدور الثاني، خصوصاً أن مباريات الأندية المتنافسة ستصب في مصلحة الفريق بكل تأكيد. هذه الوضعية المنتظرة لفريق الشباب تتطلب تدخلاً من المدرب برودوم وبمساعدة جهازه الفني لوضع حلول تكتيكية يفاجئ بها منافسيه، وليس الإبقاء على منهجية تكتيكية تكون بمثابة الكتاب المفتوح أمام بقية الفرق، فحينما تغيب القوة الهجومية لفريق مثل الشباب لا بد أن نطرح سؤالاً عن سر هذا الغياب، وحينما يختفي مهاجم «مشاغب» مثل فيصل السلطان عن ال8 مباريات لفريق الشباب من حقنا أن نبحث عن سر هذا الغياب. قناتنا الرياضية والشباب كما تعودنا من المسؤولين في القنوات الرياضية السعودية تقبلهم لأي نقد موضوعي، فعليهم هنا تقبل «عتب» أنصار نادي الشباب من تكرار تجاهل مخرجي المباريات الحضور اللافت والمتزايد مع مباريات الشباب، فحينما «يغيب» هذا الجمهور مع فرحة الهدف الشبابي، و«يغيب» مع تفاعله مع فريقه، فهنا نطرح سؤلاً عريضاً هل اللقطات العديدة لرؤساء الأندية التي يتحفنا بها مخرجو المباريات، تأتي أهم من لقطات تفاعل الجماهير مع أحداث المباريات؟ [email protected]