لم أتصور يوماً أن يصل الحال بالفريق الشبابي كما نشاهد خلال هذه الفترة تحديداً، مع حال «التوهان» التي ما زالت مسيطرةً على وضعية الفريق، ومعها غابت «الهيبة» الفنية التي كان يتفاخر بها أنصاره، الهيبة التي وضعته في مصاف أندية المقدمة على خريطة الكرة السعودية، خلال السنوات الماضية، وحينها حقق النادي قفزات بطولية من الصعب تكرارها، ومن المستحيل نسيانها، وتلاحقت الأجيال إلا أن الهدف ظل ثابتاً بأن يبقى نادي الشباب أحد أضلاع فرق المنافسة على البطولات المحلية والخارجية، وبالعودة للوضعية «المتردية» فنياً ونفسياً التي يعيشها الفريق في الآونة الأخيرة، فقد نجد العذر حول الغيابات المتلاحقة لأبرز أعمدة الفريق، إلا أنه من غير اللائق بفريق بحجم الشباب أن «تنتكس» فيه الحال لدرجة يخسر فيها النقاط مع المستوى مع الروح القتالية، نعم قد يخسر الفريق وهذا يحدث في عالم المستديرة، ولكن المؤسف هو ظهوره بمثل ما نشاهد في هذا الموسم، صحيح أن هناك تقصيراً من اللاعبين، ونالوا على إثره النقد من جهات مختلفة، ولكن هل يكفي أن نلوم اللاعبين ونحملهم مسؤولية ما يحدث للفريق ونكتفي بذلك؟ لا أعتقد أننا بهذا النقد المركز صوب اللاعبين سنحقق النتائج المرجوة لعلاج «الخلل» الذي بدأت تتسع «فوهته» بصورة مقلقة لمستقبل الفريق، فضيق الوقت لا أراه ملائماً للمحاسبة، ولن يصل الجميع لحلول ملائمة تعدل «الاعوجاج» الذي «أنهك» الفريق، وأجبره على أن يتحول إلى فريق «وديع» كما حدث في مباراة نجران الأخيرة، وهي بالمناسبة مباراة من ضمن سلسلة مباريات من الصعب تقبلها لفريق متمرس ومنافس كحال الشباب، ومهما كانت الظروف مع كل التقدير لفريق نجران، فالذي نعلمه جيداً عن الفرق البطلة والمنافسة هو امتلاكها بدائل احتياطية لمثل هذه الظروف، ولديها من الأسلحة الفنية ما يجعلها محافظة على توازنها وعلى هيبتها الفنية إلى آخر المشوار؟ أثق أن الفريق الشبابي سيعود إلى وضعه الطبيعي، ولكن السؤال الأهم متى ستكون هذه العودة؟ فالفريق حالياً خارج مربع الأقوياء رقمياً! والنقاط «تتطاير» من الفريق بصورة لا يمكن قبولها، ولا يمكن استيعابها، بالذات مع المنعطفات الحاسمة من الدوري؟ من السهل جداً رمي مسؤولية ما حدث على اللاعبين أو على الإدارة أو على الجهاز الفني، وهذا لا أراه مثالياً من دون دراسة تفصيلية لما جرى قبل بداية الإعداد للموسم الرياضي، وإلى وقتنا الحالي، وسيكون هناك الوقت الكافي لأصحاب القرار كي يطلعوا على المسببات الرئيسية التي «أنهكت» الشباب، وأجبرته أن «يتنازل» عن عنفوانه وشخصيته فوق المستطيل «الأخضر»، بصورة غير منطقية وهو يحظى باهتمام ودعم وتشجيع رئيسه الفخري الأمير خالد بن سلطان، وأمام هذا الدعم اللا محدود كان المنتظر ترجمته على أرض الواقع، بأن يقدم الفريق المستويات المثالية مقرونة بنتائج مميزة «تبقي» الفريق بصورته البطولية، وللذين يوجهون سهام النقد للاعبين كما نتابع في الآونة الأخيرة، أقول إن الكل شريك فيما حدث سواء لاعبين أو جهاز فني أو إدارة، من دون الخوض في تفاصيل مسؤولية كل طرف، وللحديث بقية. [email protected]