في الأخبار أن استراليا ستلغي كل القيود بين الجنسين في الخدمة العسكرية، وترفع الحظر على مهمات كانت تُعتبر خطرة ولا تستطيع النساء القيام بها، وهذا يعني أن المجندات الاستراليات سيقمن بمهمات قتالية على الجبهة في المستقبل. كنت ضمن مجموعة من الأصدقاء في المطار في انتظار إقلاع طائرة، وقرأ واحد لنا الخبر، وعلّق آخر بسرعة «ياخدوا مرتي». وهو زعم أنها لا تحتاج الى تدريب على القتال، بل ربما تحتاج الى تدريب على السلام إذا انتهت المعركة بوقف إطلاق النار. افضل منه حظاً الذي قال ان النار اشتعلت في ثوب زوجته فماتت. وسئل: ماتت محروقة؟ ورد: لا ماتت غرقاً تحت مياه رجال المطافئ. لن احل مشاكل الجنسين ولن أحل قضية الشرق الاوسط فأحاول بعض الهذر، وعندي رسالة من بيونغيانغ تحمل اسم لجنة التضامن الأفريقية – الآسيوية وتحضّني على التضامن مع كوريا الشمالية. وأنا أحتاج الى مَنْ يتضامن معي... على الأقل ضد حكومة المحافظين في بريطانيا. وإطلاق جلعاد شاليط مقابل 1027 اسيراً فلسطينياً جعلني اعرف بوجود الحزب الشيوعي الفلسطيني الثوري، فقد تلقيت بياناً يحمل شعاره يرحب بتبادل الاسرى، ويعتبره إنجازاً وطنياً مهماً سيشجع الفلسطينيين على تصعيد النضال ضد الاحتلال الصهيوني بكل الوسائل. كنت وجدت في العراق ذات يوم ثلاثة احزاب شيوعية يبدو انها لا تعرف بسقوط الشيوعية في مهدها، اي روسيا، والآن اعرف ان هناك حزباً شيوعياً فلسطينياً باقياً... يعني الإخوان ما عندهم تلفزيون؟ أنا لا أكاد أفهم العربية، ثم أتلقى رسالة بخط عبري أو صيني أو هيروغليفي. ثم هناك رسالة أكاد أكون واثقاً من أنها بالحرف «السيليرك»، أو الروسي، فجدّي تعلم في روسيا، وأذكر من أيام الطفولة روايات كلاسيكية بالروسية كان يحتفظ بها. أيضاً هناك رسالة كلها بالخط العبري، ما عدا عنواني الالكتروني، وفيها صورة لشاب وشابة مع أطفال، ثم هناك استمارة مطلوب مني ملؤها، ولا أدري اذا كانت للتنازل عن بيتي لمستوطنين، مع ترجيحي أنها من دعاة سلام اسرائيليين، فهناك كثيرون منهم وهم نشطون جداً في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين. وأعترف للقراء بأنني لا أفهم الفرق بين الخطين الصيني والياباني، وعندي رسائل بخطوط من هذا النوع ولا أعرف هل هي غرامية أم من نوع البزنس، وهو ما عرضت عليّ جاويشة اميركية في العراق اسمها تايارا رايس، أو تشبه ما أرسلت إليّ اليزابيث لوك التي قالت فوراً إنها قررت أن تورثني 7.5 مليون دولار، أو الأب، أي الكاهن، بي غودويل الذي أوصى لي بتعويض يبلغ 3.5 مليون دولار، وقد أوصيت بكل ما ورثت أو كسبت تعويضاً للقراء. والمبلغ نفسه 3,5 مليون دولار هو ما كسبت من يانصيب إرلندي، وهذا من دون ان اشتري تذكرة او اعرف بوجود هذا اليانصيب. هذه الاموال ستمكنني من شراء معمل تجاري في اللاذقية ثمنه 13 مليون ليرة سورية. وأنا مستعد ان ادفع 13 مليون دولار مما فزت به او ورثته، شرط ان يضمن لي البائع هدوء الأحوال في سورية لأستطيع فتح المتجر للزبائن. كذلك تلقيت رسالة الكترونية تعرض عليّ ان اجرب مطعم «قمر الشام» الذي يقول اصحابه «لأنك غالي علينا... الاول عليك، الثاني علينا». ومرة اخرى كلّه على شرط ضمان ان آكل من دون متظاهرين او شبيحة يفسدون عليّ المساء. وكنت اعرف ان الاوضاع في سورية صعبة هذه الايام، إلا انني لم اتصور ان تبلغ حد البحث عن زبائن في لندن. معليش. بتفرج. ويؤتى الحذر من مكمنه، فقد أصبحت خبيراً في رسائل غرام مزعومة، فلا أقرأ «عزيزي» أو الأعز حتى أهملها، ثم أقع في اسم أعتقد أنه لأصدقاء وأكتشف أنه لآنسة من نيجيريا وقعت في غرامي من دون أن تراني، وهذا قد أصدقه لأنني لن أصدق أنها ستحبني إذا رأتني. وهي تريد ان نرزق بطفل يشبهني، ولا أقول سوى: المهم ان تكون صحته طيبة. غير أن الآنسة إسراء كوما غلبتني، وما كنت لبّيت رغبتها في التعارف لولا أن عنوانها البريدي جعل الإسم «اسراكما»، واعتقدت أنه يتحدث عن الأسرى الفلسطينيين واكتشفت، ويا للهول، أنه من رجل لأن الرسالة بالعربية مكتوبة بالمذكر في الإشارة الى صاحبها، وقد اتُهِمنا بكل شيء إلا هذه. [email protected]